كتاب منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (اسم الجزء: 4)

" غَزْوَةُ الْفَتْحِ "

856 - " بَاب أيْنَ رَكَزَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الرَّايَةَ يَوْمَ الْفَتْحَ "
1000 - عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:
"سَارَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْفَتْحِ، فبَلَغَ ذَلِكَ قُريْشاً، خَرَجَ أبو
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ووجدنا في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية" (¬1) أي وجدنا فيه أكثر من تسعين إصابة ما بين طعنة رمح، ورمية سهم.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: إسناده - صلى الله عليه وسلم - قيادة هذا الجيش لزيد بن حارثة فإن قتل فجعفر، فإن قتل فعبد الله بن رواحة. ثانياً: أن قوله - صلى الله عليه وسلم - إن قتل زيد فجعفر ... إلخ صريح في أن هؤلاء الثلاثة يكرمهم الله بالشهادة، وقد روي (¬2) أن نعمان اليهودي لما جمع ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا أبا القاسم، إن كنت نبياً فسميت من سميت قليلاً أو كثيراً أصيبوا جميعاً، إن الأنبياء في بني إسرائيل إذا استعملوا الرجل ثم قالوا: إن أصيب فلان فلو سمي مائة أصيبوا جميعاً. والمطابقة: في قوله: " أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة مؤتة ". الحديث: أخرجه البخاري.
856 - " باب أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح "
يعني أين نصب رايته يوم فتح مكة، والراية علم الجيش كما أفاده في " المصباح " وكان اسم رايته - صلى الله عليه وسلم - العُقاب.
1000 - معنى الحديث: يحدثنا عروة بن الزبير في هذا الحديث عن

غزوة الفتح، فيقول: " سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح " وفي رواية ابن عباس
¬__________
(¬1) " شرح القسطلاني " ج 6.
(¬2) " المغازي " للواقدي ج 2.

الصفحة 366