كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 4)

واسم الأرض: وج، بتشديد النجم المضمومة.
سار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة ثمان، حين خرج من حنين.
وحبس الغنائم بالجعرانة.
وقدم خالد بن الوليد على مقدمته، وكانت ثقيف لما انهزموا من أوطاس دخلوا حصنهم.
__________
ففر إلى الحجاز، فمر بيهودية، فآوته واقام عندها زمانا، ثم انتقل، فأعطته قصبا من الحبلة وأمرته بغرسها، فأتى بلاد عدوان، وهم سكان الطائف حينئذ، فمر بسخيلة جارية عامر بن الظرب، وهي ترعى غنما، فأراد سباءها، وأخذ الغنم، فقالت: ألا أدلك على خير من ذلك، أقصد سيدي وجاوره، فإنه أكرم الناس، فأتاه، فزوجه ابنته زينب، فلما جلت عدوان عن الطائف بالحروب التي كانت بينها أقام ثقيف، فتناسل أهل الطائف منه، وسمى قيسا لقساوة قلبه حين قتل أخاه، أو ابن عمه، وسمي ثقيفا لقولهم فيه: "ما أثقفه حين ثقف عامرا حتى آمنه وزوجه بنته، "واسم الأرض وج بتشديد الجيم" قبلها واو مفتوحة، سميت برجل، وهو ابن عبد الحي من العمالقة، وهو أول من نزلها، قاله في فتح اللباب، كجميع ما ذكره المصنف، من أوله، وفي الروض قيل: وج هو الطائف، وقيل: اسم لواد بها، ويشهد له قول أمية بن الأشكر حيث قال:
إذا يبكي الحمام ببطن وج ... على بيضاته بكيا كلانا
وقول الآخر:
أتهدي لي الوعيد ببطن وج ... كأني لا أراك ولا تراني
ويقال: بتخفيف الجيم والصواب تشديدها، ويقال: وج وأج بالهمزة بدل الواو، قاله يعقوب في كتاب الأبدال. ا. هـ.
"سار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة ثمان،" قاله موسى بن عقبة، وجمهور أهل المغازي، وقيل: بل وصل ليها في أول ذي القعدة، كما في الفتح "حين خرج من حنين، وحبس الغنائم بالجعرانة" بكسر الجيم، وسكون العين المهملة، وقد تكسر، وتشديد الراء، قاله ابن إسحاق: وجعل صلى الله عليه وسلم على الغنائم مسعود بن عمرو الغفاري، وقال البلاذري: بديل بن ورقاء الخزاعي.
وروى عبد الرزاق من مرسل بن المسيب: جعل عليها أبا سفيان بن حرب وفيه نظر، فإنه شهد الطائف، كما يأتي فإن صح، فكأنه جعله عليها أولا، ثم بدا له فجعل غيره وسار هو معه.
"وقدم خالد بن الوليد على مقدمته" في ألف من أصحابه، وقيل: مائة من بني سليم، فإنه صح، فباقي الألف من غيرهم، "وكانت ثقيف لما انهزموا من أوطاس دخلوا حصنهم بالطائف،

الصفحة 6