كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 4)

فحذف، وادّغم، ويجوز أن تكون اللام هنا زائدة مثلَ إنشاد بعضهم [من البسيط]:
1107 - مَرّوا عُجالَى فقالوا كَيْفَ صاحبُكم ... فقال الذي سَألُوا أمْسَى لمَجهودَا
ومن ذلك قوله تعالى: {إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ} (¬1) بفتح "أنَّ" في قراءة سَعِيد بن جُبَيْر. فاللامُ ههنا زائدةٌ بمنزلة الباء مع الفاعل في قوله تعالى: {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} (¬2)، وقوله: {وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} (¬3)، فاعرفه.
* * *
قال صاحب الكتاب: ولها إذا جامعتها ثلاثة مداخل, تدخل على الاسم إن فُصل بينه وبين "إن", كقولك: "إن في الدار لزيداً", وقوله تعالى: {إن في ذلك لعبرة} (¬4)، وعلى الخبر كقولك: "إن زيداً لقائمٌ", وقوله تعالى: {إن الله لغفور} (¬5)، وعلى ما يتعلق بالخبر إذا تقدمه كقولك: "إن زيداً لطعامك آكلٌ" و"إن عمراً لفي الدار جالسٌ", وقوله تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (¬6) وقول الشاعر [من البسيط]:
1108 - إذا امرأً خصني عمداً مودته ... على التنائي لعندي غير مكفور
¬__________
1107 - التخريج: البيت بلا نسبة في تذكرة النحاة ص 429؛ وجواهر الأدب ص 87؛ وخزانة الأدب 10/ 327؛ والخصائص 1/ 316، 2/ 283؛ والدرر 2/ 118؛ ورصف المباني ص 238؛ وسرّ صناعة الإعراب 1/ 379؛ ومجالس ثعلب ص 155؛ والمقاصد النحوية 2/ 310؛ وهمع الهوامع 1/ 141.
اللغة: المجهود: الذي نال منه المرض والعشق.
الإعراب: "مرّوا": فعل ماضٍ، والواو: ضمير في محلّ رفع فاعل، والألف: فارقة. "عجالى": حال منصوبة. "فقالوا": الفاء: حرف عطف، "قالوا": فعل ماضٍ، والواو: ضمير في محلّ رفع فاعل، والألف: فارقة. "كيف": اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع خبر مقدّم للمبتدأ. "صاحبكم": مبتدأ مؤخّر مرفوع، وهو مضاف، "كم": ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. "فقال": الفاء: حرف عطف، "قال": فعل ماضٍ. "الذي": اسم موصول في محلّ رفع فاعل. "سألوا": فعل ماضٍ مبني للمجهول، والواو: ضمير في محلّ رفع نائب فاعل. "أمسى": فعل ماضٍ ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: هو. "لمجهودا": اللام: زائدة، "مجهودًا": خبر "أمسى" منصوب.
جملة "مرّوا": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "قالوا": معطوفة على سابقتها. وجملة "كيف صاحبكم": في محلّ نصب مفعول به. وجملة "قال": معطوفة على جملة "قالوا". وجملة "سألوا": صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "صاحبنا أمسى لمجهودًا": في محلّ نصب مفعول به.
وجملة "أمسى لمجهودًا": في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: "صاحبنا أمسى ... ".
والشاهد فيه قوله: "أمسى لمجهودًا" حيث زاد اللّام في خبر "أمسى" وهو "لمجهودًا"، وتلك زيادة شاذة.
(¬1) الفرقان: 20. وانظر البحر المحيط 6/ 490.
(¬2) الفرقان: 31.
(¬3) الأنبياء: 47.
(¬4) النازعات: 26.
(¬5) النحل: 18.
(¬6) الحجر: 72.
1108 - التخريج: البيت لأبي زبيد الطائي في الدرر 2/ 183، 5/ 18؛ وسرّ صناعة الإعراب 1/ 375؛ =

الصفحة 535