كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 4)

وأمّا قول الشاعر [من الطويل]:
فلو أنك في يوم الرخاء (¬1) ... إلخ
البيت ذكره محمّد بن القاسِم الأنباريّ عن الفراء. الشاهدُ فيه إعمال "أن" المخفّفة في الظاهر, لأن الكاف في موضع نصب، وقد حكى بعضُ أهل اللغة: "أظنُّ أنْكَ قائمٌ، وأحسبُ أنْهُ ذاهبٌ". وقال الشاعر [من المتقارب]:
1115 - بأنْكَ رَبِيعٌ وغَيْثٌ مَرِيعٌ ... وأنْكَ هناك تكون الثّمالَا
¬__________
= المعنى: إنَّ الدهر يدور بالناس كما تدور المنجنون، وأشدّ من يتعذّب في هذه الحياة هو صاحب الحاجات، لكثرة العقبات التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق أهدافه.
الإعراب: "أرى": فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة على الألف، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنا. "الدهر": مفعول به أوّل منصوب بالفتحة. "إلا": حرف حصر. "منجنونًا": مفعول به ثانٍ منصوب، "بأهله": جار ومجرور متعلّقان بمحذوف نعت لـ "منجنون"، وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل في محلّ جرّ بالإضافة. "وما": الواو: حرف عطف، و"ما": من أخوات "ليس". "صاحب": اسم "ما" مرفوع، وهو مضاف. "الحاجات": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "إلّا": حرف حصر. "معذبًا": خبر "ما" منصوب.
جملة "أرى الدهر .. " ابتدائية: لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "ما صاحب .. ": معطوفة على سابقتها.
والشاهد فيه قوله: "أرى الدهر إلَّا منجنونًا" حيث جاءت "إلا" زائدة.
(¬1) تقدم تخريجه منذ قليل.
1115 - التخريج: البيت لكعب بن زهير في الأزهية ص 62؛ وتخليص الشواهد ص 380؛ وليس في ديوانه؛ وهو لجنوب بنت عجلان في الحماسة الشجرية 1/ 309؛ وخزانة الأدب 10/ 382، 383، 384؛ وشرح أشعار الهذليين 2/ 585؛ وشرح التصريح 1/ 232؛ والمقاصد النحويَّة 2/ 282؛ ولعمرة بنت عجلان أو لجنوب بنت عجلان في شرح شواهد المغني 1/ 106؛ وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 207؛ وأوضح المسالك 1/ 370؛ وخزانة الأدب 5/ 427؛ وشرح الأشموني 1/ 146؛ ولسان العرب 13/ 30 (أنن)؛ ومغني اللبيب 1/ 31.
اللغة: ربيع: أي كثير الخير. غيث: مطر. مريع: خصيب. الثمال: المعين.
المعنى: إنّ الممدوح كثير العطاء، يغيث الملهوف، ويعين المحتاج.
الإعراب: "بأنك": الباء: حرف جرّ، و"أنك": مخفّفة من "أن" المشدّدة، حرف مشبّه بالفعل، والكاف: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب اسم "أن". "ربيع": خبر "أن" مرفوع بالضمّة، والمصدر المؤوّل من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "علم" في البيت السابق له من القصيدة. "وغيث": الواو: حرف عطف، و"غيث": معطوف على "ربيع" مرفوع بالضمّة. "مريع": نعت "غيث" مرفوع بالضمّة. "وأنك": الواو: حرف عطف، و"أنك": معطوفة على "أنك" الأولى، وتعرب إعرابها. "هناك": ظرف مكان متعلّق بحال محذوفة من "الثمالا". "تكون": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. "الثمالا": خبر "تكون" منصوب بالفتحة، والألف: للإطلاق، والمصدر المؤوّل من "أن" وما بعدها معطوف على المصدر المؤول المجرور السابق. =

الصفحة 552