كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 4)

وفاعلُ "كَفَى" ما بعد الباء ومثله {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} (¬1).
وممّا جاء من المصادر على "فَاعِل" قولهم: "الفاضلة" بمعنى الفَضل والإفضال، و"العافِيَة" بمعنى المُعافاة، يُقال: "عافاه اللهُ، وأعفاه معافاةً وعافِيَةً".
و"العاقبة" من قولهم: "عَقَبَ فلان مكانَ أبيه"، أي: خَلَفَهُ، وعاقبةُ كل شيء: آخِرُه، وفي الحديث: "السَّيدُ والعاقِبُ" (¬2)، فالعاقب: من يخلُف السّيدَ، وقولُ النبي - صلى الله عليه وسلم -:"أنا العاقِبُ" (¬3)، أي آخِرُ الأنبياء.
و"الدالَّةُ": الدَّلّ من قولهم: "فلانةُ حسنةُ الدَّلالِ والدَّل والدالَّةِ"، وهو كالغُنجِ.
و"الكاذِبَة" من قوله تعالى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (¬4) بمعنى الكِذب، ونحوه قوله تعالى: {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} (¬5)، أي: من بَقَاءٍ، والحق أنها أسماء ؤضعت موضع المصادر.
وأمّا ما جاء بلفظ المفعول، قولهم: "المَيسُور"، و"المعسور"، و"المرفوع"، و"الموضوع"، و"المعقول"، و"المجلود"، فأكثرُ النحويين يذهبون إلى أنّها مصادر جاءت
¬__________
= المعنى: لحظي السيىء فإن كل وشاة العرب يتقصدون الإيقاع بيني وبين ليلى، ولا أدري لماذا؟!
الإعراب: "ولو أن واشٍ": الواو: حسب ما قبلها، و"لو": حرف امتناع لامتناع، و"أن": حرف مشبه بالفعل، و"واشٍ": اسمها منصوب بالفتحة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة شذوذًا لعلة تنوين المنقوص. "باليمامة": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. "داره": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل في محل جرْ بالإضافة. "وداري": الواو: حالية، و"داري": مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة، و"دار": مضاف. والياء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "بأعلى": جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف، و"أعلى": مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف لأنه على وزن أفعل. "حضرموت": مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه مركب مزجي ممنوع من الصرف. "اهتدى": فعل ماضِ مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. "ليا": جار ومجرور متعلقان بالفعل اهتدى، والألف: للإطلاق.
وجملة "لو أن واشٍ اهتدى": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "باليمامة داره": في محل نصب صفة لاسم (إن) والخبر محذوف والتقدير: قصدني. وجملة "داري بأعلى حضرموت": حالية محلها النصب. وجملة "اهتدى ليا": جواب شرط غير جازم لا محل لها. والمصدر المؤول من "أن واش ... " في محل رفع فاعل لفعل محذوف بعد لو تقديره "ثبت" وجملته فعل الشرط لا محل لها من الإعراب لأنها جملة الشرط غير الظرفي.
والشاهد فيه قوله: "لو أن واشٍ" فقد نون اسمها بالكسر والصواب التنوين فتحًا والتقدير "لو أن واشيًا".
(¬1) الرعد:43.
(¬2) انظر: صحيح البخاري، المغازي 72؛ وصحيح الترمذي، مناقب 32.
(¬3) انظر: صحيح البخاري، مناقب 17؛ وصحيح الترمذي، أدب 67.
(¬4) الواقعة: 2.
(¬5) الحاقة: 8.

الصفحة 62