كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 4)

على "مفعول"؛ لأن المصدر "مفعول"، فالميسور بمعنى اليُسر، والمعسور بمعنى العُسر، يُقال: "يُسْرٌ، ويُسُرٌ، ويَسَرٌ"، و"عُسْرٌ، وعُسُرٌ"، و"ميسور"، و"معسور"، وهما نقيضان في المعنى. يُقال: "دَعْهُ إلى ميسوره، وإلى معسوره" أي: إلى زمن يُسْرِه وعُسْرِه، كما يُقال: "مَقدَمَ الحاجِّ، وخُفُوقَ النَّجْمِ".
و"المرفوع" و"الموضوع" بمعنى الرَّفْع والوضْع، وهما ضربان من السير. يُقال: "رفع البعيرُ في السير" إذا بالَغَ، قال طَرَفَةُ [من السريع]:
884 - موضوعُها زَوْلٌ ومرفوعُها ... كمَرِّصَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ رِيحْ
ويُقال أيضًا: "وضعتُ" الشيء من يدي موضوعًا، ووَضْعًا".
ومثله "المعقول" بمعنى "العَقل"، يُقال: "ما له معقولٌ"، أي: عقلٌ.
و"المجلود" بمعنى الجَلادة، يُقال: "رجل جَلْدٌ بَين الجَلادة، والمجلودِ"، وبه قالوا في قوله تعالى: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} (¬1)، أي: بأيكم الفِتْنةُ، وكان سيبويه (¬2) لا يرى أن يكون "مفعول" مصدرًا، ويحمل هذه الأشياء على ظاهرها، ويجعل "الميسور"، و"المعسور" زمانًا يُوسَر، ويُعْسَر فيه، كما تقول: "هذا وقت مضروب"؛ لأن الضرب يقع فيه. ومثله قوله [من الكامل]:
885 - حَمَلَت به في لَيلَةٍ مَزؤودَةٍ ... [كَرْهًا وَعَقدُ نِطاقِها لَمْ يُخلَلِ]
¬__________
884 - التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص16؛ ولسان العرب 8/ 130 (رفع)؛ ومقاييس اللغة 2/ 424، 6/ 118؛ ومجمل اللغة 2/ 207، 407؛ وأساس البلاغة (رفع)؛ وتاج العروس 18/ 319 (خفض)، 21/ 109 (رفع)، 22/ 345 (وضع)؛ وبلا نسبة في لسان العرب 7/ 146 (خفض).
اللغة والمعنى: الموضوع والمرفوع: نوعان من السير. الزول: الخفيف الحركات، والعجيب.
الصوب: المطر المنهمر بحيث ينفع ولا يؤذي. اللجب: المضطرب الحركات.
يصف ناقته بخفة الحركات وسلاستها، وشبه سيرها بهطول المطر مع اشتداد الريح.
الإعراب:"موضوعها": مبتدأ مرفوع بالضمّة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "زول": خبر مرفوع بالضمة. "ومرفوعها": الواو: حرف عطف، "مرفوعها": تعرب إعراب "موضوعها". "كمرّ": الكاف: اسم بمعنى "مثل" مبني في محل رفع خبر، وهو مضاف، "مرّ": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. "صوب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "لجب": نعت "صوب" مجرور بالكسرة. "وسط": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو مضاف متعلق بالمصدر: "مر". "ريح": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكّن لضرورة الشعر.
وجملة "موضوعها زول": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب، وعطف عليها جملة "مرفوعها كمرّ".
والشاهد فيه قوله: "موضوعها زول ومرفوعها كمرّ السحاب" بمعنى وضعها ورفعها.
(¬1) القلم: 6.
(¬2) الكتاب 4/ 97.
885 - التخريج: البيت لأبي كبير الهذلى في شرح أشعار الهذليين 3/ 1072؛ وشرح ديوان الحماسة =

الصفحة 63