كتاب بلغة السالك = حاشية الصاوي - العلمية (اسم الجزء: 4)

والعناد . قوله : 16 ( فهي من بركات نبينا ) إلخ : أي يجب علينا اعتقاد ذلك ومنكر ذلك خاسر الدنيا والآخرة . قوله : 16 ( خلافا لمن توقف ) : أي وهو الزمخشرى . قوله : 16 ( لكون القرآن على أعلى طبقات البلاغة ) : جواب عن شبهة الزمخشرى لأنه استدل بالآية على أفضلية جبريل فيقال له ليس في الآية دليل ؛ لأن القرآن في أعلى طبقات البلاغة وهي مطابقة الكلام لمقتضى حال المخاطبين وهي نزلت ردا على من يذم الواسطة بقولهم طورا : { إنما يعلمُهُ بشرٌ } وطورا إنما الذي يعلمه جنى فقال الله : { إنَّه لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيم } الآية . وأما فضل نبينا فهو ثابت عند أعدائه لانزاع . فيه فكانوا يسمونه بالصادق الأمين ولذلك وبخهم الله في تكذيبهم له بقوله : { أَمْ لَمْ يعْرفُوا رسُولَهمُ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } . قوله : 16 ( الحديث ) : أي ونصه : ( أن جابر بن عبد الله الأنصاري رضى الله عنه قال : سألت رسول الله عن أول شىء خلقه الله ؟ فقال هو نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير وخلق بعده كل شر ، فحين خلقه أقامه قدامه في مقام القرب اثنى عشر ألف سنة ، ثم جعله أربعة أقسام : فخلق العرش من قسم ، والكرسى من قسم ، وحملة العرش وخزنة الكرسى من قسم ، وأقام القسم الرابع في مقام الحب اثنى عشر ألف سنة ، ثم جعله أربعة أقسام : فخلق القلم من قسم ، والروح من قسم ، والجنة من قسم ، وأقام القسم الرابع في مقام الخوف اثنى عشر ألف سنة ، ثم جعله أربعة أجزاء : فخلق الملائكة من جزء ، وخلق الشمس من جزء ، وخلق القمر والكواكب من جزء ، وأقام الجزء الرابع في مقام الرجاء اثنى عشر ألف سنة ، ثم جعله أربعة أجزاء : فخلق العقل من جزء ، والحلم والعلم من جزء ، والعصمة والتوفيق من جزء ، وأقام الجزء الرابع في مقام الحياء اثنى عشر ألف سنة ، ثم نظر إليه فترشح ذلك النور عرقا ، فقطرت منه مائة ألف وعشرون ألفا ، وأربعة الاف قطرة فخلق الله تعالى من كل قطرة روح نبي أو رسول ، ثم تنفست أرواح الأنبياء فخلق الله من أنفاسهم نور أرواح الأولياء والسعداء والشهداء والمطيعين من المؤمنين إلى يوم القيامة ؛ فالعرش والكرسى من نورى ، والكروبيون والروحانيون من الملائكة من نورى ، وملائكة السموات السبع من نورى ، والجنة وما فيها من النعيم من نوري ، و الشمس والقمر والكواكب من نورى العقل والعلم والتوفيق من نورى ، وأرواح الأنبياء والرسل من
____________________

الصفحة 443