كتاب بلغة السالك = حاشية الصاوي - العلمية (اسم الجزء: 4)

نورى ، والشهداء والسعداء والصالحون من نتائج نورى ، ثم خلق الله اثنى عشر حجابا فأقام النور وهو الجزء الرابع في كل حجاب ألف سنة وهي مقامات العبودية ، وهي حجاب الكرامة والسعادة والرؤية والرحمة والرأفة والحلم والعلم والوقار والسكينة والصبر والصدق واليقين ، فعبد الله ذلك النور في كل حجاب ألف سنة ، فلما خرج النور من الحجب ركبه الله في الأرض فكان يضىء بين المشرق والمغرب كالسراج في الليل المظلم ، ثم خلق الله آدم وركب فيه النور في جبينه ثم انتقل منه إلى شيث ولده ، وكان ينتقل من طاهر إلى طيب إلى أن وصل إلى صلب عبد الله بن عبد المطلب ، ومنه إلى زوجه أمى آمنة ، ثم أخرجني إلى الدنيا فجعلنى سيد المرسلين وخاتم النبيين ورحمة للعالمين الغر المحجلين هكذا كان بدء خلق نبيك ياجابر )9 ( اه ) من شرحنا على صلوات شيخنا المصنف نقلا عن شيخنا الشيخ سليمان الجمل في أول شرحه على الشمائل عن سعد الدين التفتازاني في شرح بردة المديح عند قوله : (
وكل آي أتى الرسل الكرام بها **
فإنما اتصلت من نوره بهم ) قوله : 16 ( ولولاه ما خلقتك . . الحديث ) : أي ونصه كما في ابن حجر : ( ورأى أي آدم نور محمد في سرادق العرش واسمه مكتوبا عليها مقرونا باسمه تعالى فسأل الله عنه ؟ فقال له ربه : هذا النبي من ذريتك اسمه في السماء أحمد وفي الأرض محمد ولولاه ما خلقتك ولا خلقت سماء ولا أرضا ، وسأله أن يغفر له متوسلا إليه بمحمد فغفر له ) قوله : 16 ( إذ لولا الواسطة ) : علة لقوله ولولاه ما كان شىء ولقوله ولولاه ما خلقتك وقوله كما قيل أي قولا صحيحا فليست الصيغة للتضعيف للنسبة . قوله : 16 ( وبرسله كذلك ) : أي من واجب وجائز ومستحيل فالتشبيه في مطلق الواجب والجائز والمستحيل لافي عين ما ذكر ، فإن حقيقتها في حق الله غير حقيقتها في حق الرسل كما هو معلوم من أصل الدين . قوله : 16 ( وشرعه ) : معطوف على لفظ الجلالة . قوله : 16 ( إذ لايصح عمل بدون العلم بالله ) : تعليل لأفضليته على سائر الأعمال . قوله : 16 ( لايصح له عمل أو لايتم ) : أي فتتخلف الصحة إن تخلف شرطها ويتخلف التمام إن تخلف شرطه . قوله : 16 ( وشرف العلم بشرف متعلقه ) : أي وهو معنى قولهم العلم يشرف بشرف موضوعه . قوله : 16 ( أي بمعونته ونصرته ) : من إضافة المصدر لفاعله فالضمير عائد على الله أي بمعونة الله إياهم ونصرته
____________________

الصفحة 444