كتاب بلغة السالك = حاشية الصاوي - العلمية (اسم الجزء: 4)

أحدكم الجنة بعمله قالوا ولا أنت يارسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ) . قوله : 16 ( ولا يؤبد ) : أي لايخلد فيها قال صاحب الجوهرة : (
وجائز تعذيب بعض ارتكب **
كبيرة ثم الخلود مجتنب ) قوله : 16 ( مستعملة في الوجوب والندب ) : أي فالوجوب في التجافي عن المحرمات والندب في التجافي عن المكروهات وخلاف الأولى . قوله : 16 ( إلى آخر ماهو معلوم ) : أي نور يقذفه الله في القلب ، وله شعاع متصل بالدماغ تدرك به النفس العلوم الضرورية والنظرية هذا هو أشهر الأقوال . قوله : 16 ( من لادار له ) : أي في الآخرة وقوله : 16 ( من لامال له ) : أي في الآخرة . وقوله : 16 ( من لاعقل له ) : أي كاملا . قوله : 16 ( فيلزم ترك ما يشغل منها ) : أي يجب ترك كل مشغل عن الله حيث كان في الشغل به ضياع الواجبات والوقوع في المحرمات . قوله : 16 ( كمن دلس عليه البائع ) إلخ : قال في بردة المديح في هذا المعنى : (
ويا خسارة نفس من تجارتها **
لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسمو ) (
من يبيع عاجلا منه بآجله **
بين له الغبن في بيع وفي سلم ) قوله : 16 ( وإلا فهي ممدوحة ) : أي لما في الحديث الشريف : ( نعم المال الصالح في يد الرجل الصالح ) . قوله : 16 ( حفت الجنة بالمكارة ) إلخ : مثال وكناية كأنّ الجنة لما كانت لاتنال إلا بالخروج عن الشهوات في مراضى الرب ، مثلت بمدينة فيها كل التحف لكن حولهاآفات وعقبات فلا يصل إليها إلا من تحمل المكاره ، ) 16 ( ولما كان تتبع الشهوات مدخلا للنار مثلت النار بمدينة احتوت على جميع المكاره وخولها زخارف وبساتين فتدبر قال تعالى : { فَأمَّا مَنْ طَغَى وآثر الحيَاة الدُّنيْاَ فإنَّ الجَحِيمَ هيَ المأوَى وأما من ختف مقام ربه منهى النفس عن الهوى فإن الجنة
____________________

الصفحة 446