كتاب بلغة السالك = حاشية الصاوي - العلمية (اسم الجزء: 4)
جَاءَ بالحَسَنَةِ } وآية { لَهُ جَزَاءُالإحْسَانِ إلاَّ الإحسَان } قوله : 16 ( فعلى العاقل ) : أي يلزمه شرعا وعقلا وطبعا كما قال العارف : (
ثنائي عليك يا مليحة واجب **
وحبي لك فرض على كل أجزائي )
قوله : 16 ( حتى تمتزج بلحمه ودمه ) : أي يمتزج حب مدلولها المقصود وهو مابعد إلا فيسري في البدن كسريان الماء في العود الأخضر كما أفاد هذا الحديث : ( كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ) ، وهذا المحبة هي المداومة التي قال فيها ابن فارض : ) ) 16 ( 16 ( (
شربنا على ذكر الحبيب مدامة **
سكرنا بها قبل أن يخلق الكرم )
إلى آخر ماقال . قوله : 16 ( والعمل بمقتضى المعنى ) : أي الخدمة على حسب ماشاهد من جمال الله وجلاله كما قال العارف الدسوقي : (
قد كان في القلب أهواء مفرقة **
فاستجمعت مذ رأتك العين أهوائي ) (
تركت للناس دنياهم ودينهم **
شغلا بحبك يا ديني ودنيائي )
قوله : 16 ( أنوار معنوية ) : أي وهي العلوم الربانية . وقوله : 16 ( وحسية ) : أي وهي صفرته ونحولته وما في معنى ذلك . قوله : 16 ( من مجمل نورها ) : وهي من إضافة الصفة للموصوف والمراد بنورها المجمل معناها الذي يستخضره التالى . قوله : 16 ( جميع أنوار الأذكار ) : أي وكما قال صاحب الهمزية : (
وإذا حلت الهداية قلبا **
نشطت في العبادة الأعضاء )
قوله : 16 ( التى منها التفكير ) : صفة للباطنية ، وفي الحقيقة التفكر هو أفضل الأذكار لأن به تنفجر ينابيع الحكم قال أبو الحسن الشاذلي : ذرة من عمل القلوب خير من مثاقيل الجبال من عمل الأبدان . قوله : 16 ( الحكم ) : المراد بها صنعه تعالى قال في الجوهرة : (
____________________