كتاب بلغة السالك = حاشية الصاوي - العلمية (اسم الجزء: 4)

أراه في الآخرة ماعبدته وفي الحقيقة اشتياق أهل الله للرؤية المعجلة في الدنيا وهي رؤية القلب بمعنى شهوده بعين البصيرة ، ورؤية البصر في الآخرة كما قال ابن الفارض : (
فيارب بالحل الحبيب محمد **
نبيك وهو سيد المتواضع ) (
أنلنا مع الأحباب رؤيتك التى **
إليها قلوب الأولياء تسارع )
قوله : 16 ( لأدلة قرانية ) : منها قوله تعالى : { وجُوهٌ يَوْمئذٍ ناضرَةٌ إلى ربها ناظِرْةٌ } و منها : { إنَّ الأبْرَارَ لَفِى نعيم عَلى الأرَائِك ينْظرونَ } .
قوله : 16 ( ) : .
قوله : 16 ( و لأحاديثه ) : منها قوله : ( إنكم سترون ربكم كالقمر ليلة البدر ) .
قوله : 16 ( فإذا تم أجلها ) : أي انقضى عمرها لأنها لا تخرج نفس من الدنيا حتى تستوفى أجلها و رزقها و جميع ما قدر لها فيها .
قوله : 16 ( جازازها ربها بالقبول ) : أي أظهر لها المجازاة بذلك لما ورد : ( إن المؤمن لا يخرج من الدنيا حتى يرى مقعده في الجنة و ما أعده الله فيها ) فمن أجل ذلك تظهر البشرى في وجهه .
قوله : 16 ( و حسن الختام ) : أي الموت على الإسلام و هو من أفراد القبول التي ظهرت أماراته و إنما خصه لأنه أكبر العلامات .
قوله : 16 ( بما يؤذن بانتهائه ) : أي كما في قوله تعالى : { لَهُ الحُكْم و إلَيْهِ تُرْجَعْونَ } ؛ { ألاَ إلى الله تَصيرُ الأمُور } و كقول الشاعر : ) ) 16 ( 16 ( (
وإنى جدير إذ بلغتك بالمنى **
وأنت بما أملت منك جدير ) (
فإن تولنى منك الجميل فأهله **
وإلا فإني عاذر و شكور )
قال في التخليص و أحسنه ما اذن بانتهاء الكلام حتى لا يبقى للنفس تشوق إلى ما وراءه كقوله : (
بقيت بقاء الدهر يا كهف أهله **
وهذا دعاء للبرية شاملو )
جميع فواتح السور و خواتمها واردة على أحسن الوجوه و أكملها .
قوله : 16 ( كقوله بشرى ) الخ :
____________________

الصفحة 458