كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (اسم الجزء: 4)

على مماليك أَبِيه بِالْقَتْلِ والفتك وتوعد شَجَرَة الدّرّ جَارِيَة أَبِيه بالمصادرة فَدفعت لَهُ أَشْيَاء وَهُوَ لَا يكف عَنْهَا فَتغير خاطرها عَلَيْهِ وَكَانَت مطاعة فَوَثَبَ عَلَيْهِ المماليك بإشارتها يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع عشر محرم الْحَرَام سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة فَلم يثبت لَهُم وهرب فطلع إِلَى برج خشب فأطلقوا فِيهِ النَّار والنفط فَنزل إِلَى الخركاه فَرَمَوْهُ بالنشاب فَصَارَ يَصِيح مَا لي حَاجَة بِالْملكِ دَعونِي أتوجه إِلَى الْحصن فَلم يَتْرُكُوهُ وضربوه بِالسُّيُوفِ إِلَى أَن مَاتَ وسلطنوا شَجَرَة الدّرّ زَوْجَة أستاذهم
(ثمَّ تولت شَجَرَة الدّرّ)
وسلطنوها بِاتِّفَاق من الْأُمَرَاء وحلفوا لَهَا واستحلفوا جَمِيع العساكر المصرية والشامية واستمرت تعلم على المناشير وَيَدعِي لَهَا على المنابر ب مصر وأعمالها ويكنون عَنْهَا بالجهة الصالحية ملكة الْمُسلمين عصمَة الدُّنْيَا وَالدّين أم خَلِيل صَاحِبَة الْملك الصَّالح فَبَقيت على ذَلِك الْحَال نَحْو ثَلَاثَة أشهر ثمَّ بدا لَهَا خلع نَفسهَا

الصفحة 18