كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (اسم الجزء: 4)

الشجاعي مُضَافا للأستدارية وتدبير الدولة ثمَّ قبض النَّاصِر على جمَاعَة من الأتراك الَّذين اتَّفقُوا على قتل أَخِيه ثمَّ أمْسكهُ كتبغا الشجاعي لما بلغه أَنه يُرِيد الفتك بِهِ ولقتله بعض أَصْحَاب كتبغا المنصوري صبرا واستبد كتبغا بِأَمْر المملكة لصِغَر سنّ النَّاصِر ثمَّ بدا لَهُ أَن يخلعه ويتسلطن عوضه فاتفق مَعَ أكَابِر الْأُمَرَاء على ذَلِك فوافقوه وخلعوا النَّاصِر فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة وسلطنوا
(كتبغا)
ولقبوه بالعادل وَكَانَت مُدَّة النَّاصِر هَذِه الأولى نَحْو السّنة ثمَّ جهز كتبغا النَّاصِر إِلَى الكرك بعد أَن قَالَ لَهُ لَو علمت أَنهم يُخلون لَك الْملك وَالله لتركته وَلَكنهُمْ لَا يخلونه لَك وَأَنا مملوكك ومملوك والدك أحفظ لَك الْملك وَأَنت الْآن تروح إِلَى الكرك إِلَى أَن تترعرع وتجرب الْأُمُور فتعود إِلَى ملكك بِشَرْط أَنَّك تُعْطِينِي دمشق أكون بهَا مثل صَاحب حماه فوافقه على ذَلِك فَأَقَامَ كتبغا سنتَيْن ثمَّ هرب إِلَى الشَّام سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة
(ثمَّ تولى الْملك الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين)
الَّذِي كَانَ نَائِبا عَن كتبغا فَأَقَامَ سنتَيْن وشهراً وَنصفا وَقتل فِي القلعة سنة

الصفحة 27