كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (اسم الجزء: 4)

برقوق خاصكياً ثمَّ صَار فِي دولة النَّاصِر فرج بن برقوف ساقياً ثمَّ أَمِير عشرَة مقدم مائَة ثمَّ فِي دولة الْمُؤَيد خازنداراً ثمَّ من مقدمي الألوف ثمَّ فِي الدولة الأشرفية حَاجِب الْحجاب ثمَّ أَمِير آخور كَبِير ثمَّ أَمِير سلَاح ثمَّ صَار أتابكاً إِلَى أَن تسلطن فَخرج عَن طَاعَته الْأَمِير قرقماس فقاتله وظفر بِهِ وسجنه فِي الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ قَتله ثمَّ خرج عَن طَاعَته نَائِب حلب تغري برمش ثمَّ أينال الْحكمِي نَائِب الشَّام فَجهز عَلَيْهِمَا العساكر فَقَتَلَهُمَا وَاحِدًا بعد وَاحِد وَبعد قتل هَؤُلَاءِ صفا لَهُ الْوَقْت فَأخذ وَأعْطى وأقدم وسطا وَكَانَ متواضعاً محباً للْفُقَرَاء وَالْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ يمِيل إِلَى تربية الْأَيْتَام وَيحسن إِلَيْهِم عفيفاً عَن الْمُنْكَرَات طَاهِر الْفَم والذيل لَا يعلم من مُلُوك الشراكسة قبله وَلَا بعده أعف مِنْهُ وَكَانَ على قَاعِدَة الأتراك الدَّعْوَى عِنْده لمن يسْبق يذاكر بمسائل فقهية ويتعصب لمَذْهَب الْحَنَفِيَّة وَملك مصر نَحْو خمس عشرَة سنة وَمن أول مَا عمل فِي ولَايَته أَن أرسل إِلَى شرِيف مَكَّة الشريف بَرَكَات بن حسن ابْن عجلَان بخلَع ومراسيم وَأرْسل إِلَيْهِ سودون المحمدي ليَكُون أَمِيرا على خمسين فَارِسًا من التّرْك مقيمين بِمَكَّة وَفِي سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَردت القصاد من مصر تخبر أَن الْملك الظَّاهِر جقمق زَاد بِهِ الْمَرَض فَخلع نَفسه من السلطنة يَوْم الْخَمِيس لسبع بَقينَ من محرم السّنة الْمَذْكُورَة

الصفحة 50