كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (اسم الجزء: 4)

فِي مرج دابق وَكَانَ قَتله بَين الظّهْر وَالْعصر يَوْم الْأَحَد خَامِس عشر رَجَب سنة 922 اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَتِسْعمِائَة وَقيل إِنَّه فقد من الْحَرْب وَأَنه عَاشَ مُدَّة بِبِلَاد الْمغرب وَقيل بل عَاشَ بِمصْر مُدَّة طَوِيلَة قَالَ شَيخنَا وَعلم بِمَا قَدمته من أَن شخصا مَاتَ بِالْقربِ من زمن الْوَقْعَة بِبَعْض مدارس مصر فَوجدَ فِي عُنُقه كيس فِيهِ ختم باسم الغوري فَقيل إِنَّه هُوَ وَكَانَت مُدَّة الغوري خمس عشرَة سنة وَتِسْعَة أشهر وَخَمْسَة وَعشْرين يَوْمًا وللأشرف قانصوه الغوري مآثر جميلَة وعمائر حَسَنَة جليلة فمما عمره بِمَكَّة المشرفة بَاب إِبْرَاهِيم بِعقد كَبِير جعل علوه قصراً وَجعل فِي جَانِبه مسكنين لطيفين وبيوتاً ممتدة حول بَاب إِبْرَاهِيم ووفق الْجَمِيع على جِهَات خير وَلَا يَصح وقف ذَلِك لِأَنَّهُ فِي الْمَسْجِد وَكَذَلِكَ السكنان لِأَن اكثرهما فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَمَا أمكن الْعلمَاء أَن ينكروا عَلَيْهِ ذَلِك فِي أَيَّام سلطنته لعدم إصغائه إِلَى كَلَام أهل الشَّرْع وَبنى أَيْضا ميضأة خَارج بَاب إِبْرَاهِيم على يَمِين الْخَارِج وَقد أبطلت لِأَن روائحها تصل إِلَى الْمَسْجِد فَيَتَأَذَّى المصلون فأبطلت وأغلق بَابهَا قَرِيبا فِي سنة 980 تِسْعمائَة وَثَمَانِينَ بِأَمْر شرِيف سلطاني قلت هِيَ الْآن مَفْتُوحَة ينْتَفع بهَا الْمُسلمُونَ عامرة وَمن أَثَره التَّرْخِيم الْوَاقِع فِي الْحجر الشريف عمل بأَمْره فِي أَيَّامه واسْمه مَكْتُوب فِيهِ وَفرغ من عِمَارَته سنة 917 سبع عشرَة وَتِسْعمِائَة وَبنى بركَة بدر وعدة خانات وآبار فِي طَرِيق الْحَاج الْمصْرِيّ وَبنى خَانا فِي عقبَة أَيْلَة والأزلم ومدرسة أَنْشَأَهَا علو سقف الجملون بِالْقَاهِرَةِ وَأَنْشَأَ مجْرى المَاء من مصر العتيقة إِلَى قلعة الْجَبَل وَمن آثاره بِنَاء سور جدة وَكَانَت العربان تهجم فِي أَيَّام الْفِتَن وتنهبها ونهبت مرَارًا أَيَّام الوقائع بَين الشريف بَرَكَات وأخيه هزاع وَبعد هزاع جازان فَأرْسل الغوري أحد أمرائه المقدمين وَهُوَ الْأَمِير حُسَيْن الْكرْدِي وجهز مَعَه عسكراً من التّرْك والمغاربة واللوند فِي خمسين غراباً لدفع ضَرَر الفرنج فِي بَحر الْهِنْد فَلَمَّا وصل إِلَى جدة بنى سورها وَهدم كثيرا من بيوتها وَأخذ حجارتها وَبنى بهَا السُّور فِي شدَّة وبأس واستخدم عَامَّة النَّاس فِي حمل الْحجر واللبِن حَتَّى التُّجَّار المعتبرين

الصفحة 64