كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 4)

مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الملك الليثي، عن القاسم بن يزيد، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَخِيهِ] [1] الْفَضْلِ بن العباس قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ مَوْعُوكًا قَدْ عَصَّبَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «خُذْ بِيَدِي [فَضْلُ] [2] ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَانْطَلَقَ [3] حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ قَالَ: «نَادِ فِي النَّاسِ» فَلَمَّا اجْتَمَعُوا [4] إِلَيْهِ حَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قَالَ: «أما بعد، أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّهُ قَدْ دَنَا مِنِّي حُقُوقٌ [5] مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، مَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظهرا فهذا/ ظهري فليستفد مِنْهُ، وَمَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ لَهُ مَالا فَهَذَا مَالِي فَلْيَأْخُذْهُ [6] ، وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضًا [فَهَذَا عِرْضِي] [7] فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدٌ إِنِّي أَخْشَى الشَّحْنَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ [8] ، أَلا وَإِنَّ الشَّحْنَاءَ لَيْسَتْ مِنْ طَبِيعَتِي [9] وَلا مِنْ شَأْنِي، أَلا وَإِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ أَخَذَ شَيْئًا كَانَ لَهُ [10] أَوْ حَلَّلَنِي فَلَقِيتُ اللَّهَ وَأَنَا طَيُّبُ النَّفْسِ، وَإِنِّي أَرَى [11] أَنَّ هَذَا غَيْرُ مُغْنٍ [عَنِّي] [12] حَتَّى أَقُومَ فِيكُمْ مِرَارًا» .
ثُمَّ نَزَلَ فصلى الظُّهْرَ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَعَادَ لِمَقَالَتِهِ الأُولَى فِي الشَّحْنَاءِ وَغَيْرِهَا، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِذَنْ وَاللَّهِ لِي عِنْدَكَ ثَلاثَةُ [13] دَرَاهِمَ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّا لا نكذب
__________
[1] ما بين المعقوفتين: من أ، وفي الأصل: «روى المصنف بإسناده عن الفضل» . والخبر في تاريخ الطبري 3/ 189.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.
[3] «فانطلق» : ساقط من الطبري.
[4] في الطبري: «فاجتمعوا» .
[5] في الأصل: خفوف، والتصحيح من الطبري.
[6] «وَمَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ لَهُ مَالا فَهَذَا مَالِي فليأخذه» : العبارة ساقطة من الطبري.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وأوردناه من الطبري.
[8] «ولا يقولن أحد ... من رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ» : العبارة ساقطة من الطبري.
[9] في الطبري: «ليست من طبعي» .
[10] في الطبري: «من أخذ مني حقا كان له» .
[11] في الطبري: «وقد أرى» .
[12] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، وأوردناه من الطبري.
[13] في الطبري: «يا رسول الله إن لي عندك ثلاثة» .

الصفحة 29