كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 4)
وَفِي هذه السنة: كَانَ فتح كرمان [1] ، وغنم المسلمون منها مَا شاءوا من الشاة والبعير.
وفيها: فتحت سجستان [2] ، وصالح أهلها الْمُسْلِمِينَ.
وفيها: فتحت مكران وبيروذ [3] .
وفيها: غزا مُعَاوِيَة أرض الروم حَتَّى بلغ عمورية، وَكَانَ فِي ذَلِكَ أبو أيوب الأنصاري، وعبادة بن الصامت، وأبو ذر، وشداد بْن أوس.
وَفِي هذه السنة: فتح مُعَاوِيَة عسقلان عَلَى صلح.
وَفِي هذه السنة: حج عُمَر بأزواج رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَهِيَ آخر حجة حجها بالناس [4] .
[أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ النَّقُّورِ قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المخلص قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بن يحيى قال: حدثنا شُعَيْبٌ،] [5] عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، وَأَبِي حَارِثَةَ، وَالرَّبِيعِ بِإِسْنَادِهِمْ قَالُوا: حَجَّ عُمَرُ بِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مَعَهُنَّ أَوْلِيَاؤُهُنَّ [مِمَّنْ] [6] لا تَحْتَجِبْنَ مِنْهُ، وَجَعَلَ فِي مُقَدَّمِ قِطَارِهِنِّ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَفِي مُؤَخِّرِهِ: عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَلَمَّا رَدَّهُنَّ شَخَصَ بِهِمَا وَبِالْعَبَّاسِ، وَخَلَّفْنَا عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ أَسْرَعَ حَتَّى قَدِمَ الْجَابِيَةَ يَوْمَ الْوَقْعَةِ، فَأَتَاهُ الْفَتْحُ بِهَا، وَرَكِبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَعَ الْجَابِيَةِ يُرِيدُ [7] الأُرْدُنَّ، وَوَقَفَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ وَأَهْلُ الذِّمَّةِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ عَلَى حِمَارٍ وَأَمَامَهُ الْعَبَّاسُ عَلَى فَرَسٍ، فَلَمَّا رَآهُ أَهْلُ الْكِتَابِ سَجَدُوا، فَقَالَ: لا تَسْجُدُوا لِلْبَشَرِ، وَاسْجُدُوا للَّه. وَمَضَى، فَقَالَ الْقِسِّيسُونَ
__________
[1] تاريخ الطبري 4/ 180.
[2] تاريخ الطبري 4/ 180، 181.
[3] 4/ 181- 186.
[4] تاريخ الطبري 4/ 190.
[5] في الأصل: «روى المؤلف بإسناده عن أبي عثمان» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في ت: «يريدون» .
الصفحة 327