كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 4)

عتبة عَلَيْهِ جبة جديدة بيضاء، فَقَالَ: مَا أحسن الدم ينحدر عَلَى هذه. فخرج فتعرض للقوم، فأصابه حجر فشجه فتحدر عَلَيْهَا الدم، ثُمَّ مَات منها فدفناه، ولما أصابه الحجر فشجه جعل يلمسها بيده وَيَقُول: إنها لصغيرة [1] ، وإن اللَّه ليبارك فِي الصغير.
[أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أحمد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن مَالِك، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن إِسْحَاق قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن المبارك قَالَ: أَخْبَرَنَا عيسى بْن عُمَر، عَن السدي قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن عم] [2] لعمرو بْن عتبة قَالَ: نزلنا فِي مرج حسن/، فَقَالَ عَمْرو بْن عتبة: مَا أحسن هَذَا المرج، مَا أحسن الآن لو أَن مناديا ينادي: يا خيل اللَّه اركبي. فخرج رجل فكان أول من لقي فأصيب، ثُمَّ جيء بِهِ فدفن فِي هَذَا المرج [3] . قَالَ: فَمَا كَانَ بأسرع من أَن نادى مناد: يا خيل الله اركبي. فخرج عَمْرو فِي سرعان النَّاس فِي أول من خرج، فأتى عتبة فأخبر بِذَلِكَ فَقَالَ: علي عمرًا.
فأرسل فِي طلبه، فَمَا أدرك حَتَّى أصيب. قَالَ: فَمَا أراه دفن إلا فِي مركز رمحه، وعتبة يومئذ عَلَى النَّاس.
قَالَ المؤلف: [وهذه] [4] الغزاة الَّتِي استشهد فِيهَا عَمْرو، [وَلَمْ تذكر] هِيَ غزاة أذربيجان، وكانت فِي خلافة عُثْمَان [رضي اللَّه عَنْهُ]
. 241- عمير بْن وهب بْن خلف بْن وهب بْن حذافة بْن جمح [5] .
كَانَ قَدْ شهد بدرا مَعَ المشركين، وبعثوه طليعة ليحرز أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففعل، وَكَانَ حريصًا عَلَى رد قريش عَنْ [لقاء] [6] رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببدر، فلما التقوا أسر أبوه وهب [7] ، أسره رفاعة بْن رافع، فرجع إِلَى مكة، فَقَالَ لَهُ صفوان بن أمية: دينك
__________
[1] في الأصل: «أيها الصغيرة» .
[2] في الأصل: «روى المؤلف بإسناده عن ابن عم لعمرو» .
[3] في ت: «هذا المرج ما أحسن» .
[4] في ت: «قال المصنف» ، وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] الطبقات الكبرى 2/ 16.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في ت: «أسر ابنه» .
وفي الأصل: «وهيب» بدلا من «وهب» .

الصفحة 351