كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 10 @
تنصرون إني الأمير المأمور والأمين المأمون وقاتل الجبارين والمنتقم من أعداء الدين المقيد من الأوتار فاعدوا واستعدوا وأبشروا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه والطلب بدم أهل البيت والدفع عن الضعفاء وجهاد المحلين والسلام
وكان قتل سليمان ومن معه في شهر ربيع الآخر ولما سمع عبد الملك بن مروان بقتل سليمان وانهزام أصحابه صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال أما بعد فإن الله قد أهلك من رؤوس أهل العراق ملقح فتنة ورأس ضلالة سليمان بن صرد ألا وإن السيوف تركن لرأس المسيب خذاريف وقد قتل الله منهم رأسين عظمين ضالين مضلين عبد الله بن سعد الازدي وعبد الله بن وأل البكري ولم يبق بعدهم من عنده امتناع وفي هذا نظر فإن أباه كان حيا قال أعشى همدان في ذلك وهي مما يكتم ذلك الزمان
( ألم خيال منك يا أم غالب ... فحييت عنا من حبيب مجانب )
( وما زلت في شجو وما زلت مقصدا ... لهم غير أني من فراقك ناصب )
( فما أنس لا أنس انفتالك في الضحى ... إلينا مع البيض الحسان الخراعب )
( تراءت لنا هيفاء مهضومة الحشا ... لطيفة طي الكشح ريا الحقائب )
( مسيكة غزار ودسى بهائها ... كشمس الضحى تنكل بين السحائب )
( فلما تغشاها السحاب وحوله ... بدا حاجب منها وضنت بجانب )
( فتلك الهوى وهي الجوى ليا والمنى ... فأحبب بها من خلة لم تصاقب )
( ولا يبعد الله الشباب وذكره ... وحب تصافي المعصرات السواكب )
( ويزداد ما أحببته من عتابنا ... لعابا وسقيا للخدين المقارب )

الصفحة 10