كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 11 @
( فإني وإن لم أنسنه لذاكر ... روية مخبات كريم المناصب )
( توسل بالتقوى إلى الله صادقا ... وتقوى الأله خير تكساب كاسب )
( وخلى عن الدنيا فلم يلتبس بها ... وتاب إلى الله الرفيع المراتب )
( تخلى عن الدنيا وقال طرحتها ... فلست إليها ماحييت بآيب )
( وما أنا فيما يكره الناس فقده ... ويسعى له الساعون فيها براغب )
( توجهه نحو السوية سائرا ... إلى ابن زياد في الجموع الكتائب )
( بقوم همو أهل التقية والنهى ... مصاليت أنجاد سراة مناخب )
( مضوا تاركي رأي ابن طلحة حسبة ... ولم يستجيبوا للأمير المخاطب )
( فساروا وهم ما بين ملتمس التقى ... وآخر مما جر بالأمس تائب )
( فلاقوا بعين الوردة الجيش ناضلا ... إليهم فحسوهم ببيض قواضب )
( يمانية تذري الأكف وتارة ... بخيل عتاق مقرابات سلاهب )
( فجئهم خجمع من الشام بعده ... جموع كموج البحر من كل جانب )
( فما برحوا حتى أبيدت سراتهم ... فلم ينجوا منهم ثم غير عصائب )
( وغودر أهل الصبر صرعى فأصبحوا ... تعاورهم ريح الصبا والجنائب )
( فأضحى الخزاعي الرئيس مجدلا كأن لم يقاتل مرة ويحارب )
( ورأس بني شمخ وفارس قومه ... شنوءة والتيمي هادي الكتائب )
( وعمرو بن بشر والوليد وخالد ... وزيد بن بكر والحليسبن غالب )
( وضارب من همدان كل مشيع ... إذاشد لم ينكل كريب المكاسب )

الصفحة 11