@ 15 @
مات ولما توفي رسول الله كلم عثمان أبا بكر في رده لأنه عمه فلم يفعل فلما توفي أبو بكر وولي عمر كلمه أيضا في رده فلم يفعل فلما ولي عثمان رده وقال إن رسول الله وعدني أن يرده إلى المدينة فكان ذلك مما أنكر الناس عليه وتوفي في خلافة عثمان فصلى عليه وقد رويت أخبار كثيرة في لعنه ولعن من في صلبه رواها الحفاظ وفي أسانيدها كلام
وكان مروان قصيرا أحمر أوقص يكنى أبا الحكم وأبا عبد الملك واعتق في يوم واحد مائة رقبة وولى المدينة لمعاوية مرات فكان إذا ولي يبالغ في سب علي وإذا عزل وولي سعيد بن العاص كف عنه فسئل عنه محمد بن علي الباقر وعن سعيد فقال كان مروان خيرا لنا في السر وسعيد خيرا لنا في العلانية
وقد أخرج حديث مروان في الصحيح وكان الحسن والحسين يصليان خلفه ولا يعيدان الصلاة وهو أول من قدم الخطبة في صلاة العيد قبل الصلاة ولما مات بويع لولده عبد الملك بن مروان في اليوم الذي مات فيه وكان يقال له ولولده بنو الزرقاء يقول ذلك من يريد ذمهم وعيبهم وهي الزرقاء بنت موهب جدة مروان بن الحكم لأبيه وكانت من ذوات الرايات التي يستدل بها على ثبوت البغاء فلهذا كانوا يذمون بها ولعل هذا كان منها قبل أن يتزوجها أبو العاص بن أمية والد الحكم فإنه كان من أشراف قريش ولا يكون هذا من امرأة له وهي عنده والله أعلم حبيش بن دلجة بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة المفتوحة ثم الياء المثناة من تحت وآخره شين معجمة ودلجة بفتح الدال واللام
$ ذكر مقتل نافع بن الأزرق $
في هذه السنة اشتدت شوكة نافع بن الأزرق وهو الذي ينتسب اليه الازارقة من الخوارج وكان سبب قوته اشتغال أهل البصرة واختلافهم بسبب مسعود بن عمرو وقتله وكثرة جموعه وأقبل نحو الجسر فبعث إليه عبد الله بن الحرث مسلم بن عبيس بن كريز بن ربيعة فخرج إليه فدفعه عن أرض البصرة حتى بلغ دولاب من أرض الأهواز فاقتتلوا هناك وجعل مسلم بن عبيس على ميمنته الحجاج بن باب الحميري وعلى ميسرته حارثة بن بدر الغداني وجعل ابن الأزرق على ميمنته عبيدة بن هلال وعلى