كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 16 @
ميسرته الزبير بن الماحوز التميمي واشتد قتالهم فقتل مسلم أمير أهل البصرة وقتل نافع بن الأزرق أمير الخوارج في جمادى الآخرة فأمر أهل البصرة عليهم الحجاج بن باب الحميري وأمرت الخوارج عبد الله بن الماحوز التميمي واقتتلوا فقتل عبد الله والحجاج فأمر أهل اليصرة عليهم ربيعة بن الأجرم التميمي وأمرت الخوارج عبيد الله بن الماحوز التميمي ثم عادوا فاقتتلوا حتى أمسوا وقد كره بعضهم بعضا وملوا القتال فبيناهم كذلك متواقفون متحاجزون إذ جاءت الخوارج سرية مستريحة لم تشهد القتال فحملت على الناس من ناحية عبد القيس فانهزم الناس وقتل أمير أهل البصرة ربيعة بعد أن قتل أيضا دغفل بن حنظلة الشيباني النسابة
وأخذ الراية حارثة بن زيد فقاتل ساعة وقد ذهب الناس عنه فقاتل وحمى الناس ومعه جماعة من أهل البصرة ثم أقبل حتى نزل بالأهواز وبلغ ذلك أهل البصرة فافزعهم وبعث عبد الله بن الزبيرالحرث بن أبي ربيعة وعزل عبد الله بن الحرث فأقبلت الخوارج نحو البصرة
$ ذكر محاربة المهلب الخوارج $
لما قربت الخوارج من البصرة أتى أهلها الأحنف بن قيس وسألوه أن يتولى حربهم فأشار بالمهلب بن أبي صفرة لما يعلم فيه من الشجاعة الرأي والمعرفة بالحرب وكان قد قدم من عند ابن الزبير وقد ولاه خراسان فقال الأحنف ما لهذا الأمر غير المهلب فخرج إليه أشراف أهل البصرة فكلموه فأبى فكلمه الحرث بن أبي ربيعة فاعتذر بعهده على خراسان فوضع الحرث وأهل البصرة كتابا إليه عن ابن الزبير يأمره بقتال الخوارج وأتوه بالكتاب فلما قرأه قال والله لا أسير إليهم إلا أن تجعلوا لي ما ماغلبت عليه وتقطعوني من بيت المال ما أقوى به من معي فأجابوه إلى ذلك وكتبوا له به كتابا وأرسلوا إلى ابن الزبير فأمضاه فاختار المهلب من أهل البصرة ممن يعرف نجدته وشجاعته اثني عشر ألفا منهم محمد بن واسع وعبد الله بن رياح الأنصاري ومعاوية بن قرة المزني وأبو عمران الجوني وخرج المهلب الى

الصفحة 16