@ 20 @
فسير إليهم من البصرة بعده حارثة بن زيد الغداني فلما رآهم عرف أنه لا طاقة له بهم فقال لأصحابه
( كرنبوا ودولبوا ... وكيف شئتم فاذهبوا )
يعني ما شاء ثم سار بعده مسلم بن عبيس وقيل إن المهلب لما دفع الخوارج من البصرة إلى ناحية الأهواز أقام بقية سنته يجبي كور دجلة ورزق أصحابه وأتاه المدد من البصرة حتى بلغ أصحابه ثلاثين الفا فعلى هذا تكون هزيمة الخوارج سنة ست وستين
$ ذكر نجدة بن عامر الحنفي $
هو نجدة بن عامر بن عبد الله بن ساد بن المفرج الحنفي كان مع نافع بن الأزرق ففارقه لاحداثه في مذهبه ما تقدم ذكره وسار إلى اليمامة ودعا أبو طالوت إلى نفسه فمضى إلى الحضارم فنهبها وكانت لبني حنيفة فأخذها منهم معاوية بن أبي سفيان فجعل فيها من الرقيق ما عدتهم وعدة أبنائهم ونسائهم أربعة آلاف فغنم ذلك وقسمه بين أصحابه وذلك سنة خمس وستين فكثر جمعه ثم ان عيرا خرجت من البحرين وقيل من البصرة تحمل مالا وغيره يراد بها ابن الزبير فاعترضها نجدة فأخذها وساقها حتى أتى بها أبا طالوت بالحضارم فقسمها بين أصحابه وقال اقتسموا هذا المال وردوا هؤلاء العبيد واجعلوهم يعملون الأرض لكم فإن ذلك أنفع فاقتسموا المال وقالوا نجدة خير لنا من أبي طالوت فخلعوا أبا طالوت وبايعوا نجدة وبايعه أبو طالوت وذلك في سنة ست وستين ونجدة يومئذ ابن ثلاثين سنة ثم سار في جمع إلى بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة فلقيهم بذي المجاز فهزمهم وقتلهم قتلا ذريعا وصبر كلاب وعطيف ابنا قرة بن هبيرة القشيريان وقاتلا حتى قتلا
وانهزم قيس بن الرقاد الجعدي فلحقه أخوه لأبيه معاوية فسأله أن يحمله ردفا فلم يفعل ورجع نجدة إلى اليمامة فكثر أصحابه فصاروا ثلاثة آلاف ثم سار نجدة إلى البحرين سنة سبع وستين فقالت الأزد نجدة أحب إلينا من ولاتنا لأنه ينكر الجور وولاتنا يجوزونه فعزموا على مسالمته واجتمعت عبد القيس ومن بالبحرين غير الأزد على محاربته فقال بعض الأزد نجدة أقرب إليكم منه إلينا لأنكم كلكم من ربيعة فلا تحاربوه وقال بعضهم لاندع نجدة هو حروري مارق تجري علينا أحكامه فالتقوا