@ 21 @
بالقطيف فانهزمت عبد القيس وقتل منهم جمع كثير وسبى نجدة من قدر عليه من أهل القطيف فقال الشاعر
( نصحت لعبد القيس يوم قطيفها ... وما نفع نصح قبل لا يتقبل )
وأقام نجدة بالقطيف ووجه ابنه المطرح في جمع إلى المنهزمين من عبد القيس فقاتلوه بالثوير فقتل المطرح بن نجدة وجماعة من أصحابه وأرسل نجدة سرية إلى الخط فظفر بأهله وأقام نجدة بالبحرين فلما قدم مصعب بن الزبير إلى البصرة سنة تسع وستين بعث إليه عبد الله بن عمير الليثي الأعور في أربعة عشر ألفا فجعل يقول اثبت نجدة فإنا لا نفر فقدم ونجدة بالقطيف فأتى نجدة عسكر ابن عمير وهو غافل فقاتلهم طويلا وافترقوا وأصبح ابن عمير فهاله ما رأى في عسكره من القتلى والجرحى وحمل عليهم نجدة فلم يلبثوا أن انهزموا فلم يبق عليهم نجدة وغنم ما في عسكرهم وأصاب جواري فيهم أم ولد لابن عمير فعرض عليها أن يرسلها إلى مولاها فقالت لا حاجة بي إلى من فر عني وتركني وبعث نجدة أيضا بعد هزيمة ابن عمير جيشا إلى عمان واستعمل عليهم عطية بن الأسود الحنفي وقد غلب عليها عباد بن عبد الله وهو شيخ كبير وابناه سعيد وسليمان يعشران السفن ويجبيان البلاد فلما أتاهم عطية قاتلوه فقتل عباد واستولى عطية على البلاد فاقام بها أشهرا ثم خرج منها واستخلف رجلا قاتلوه فقتل عباد واستولى عطية على البلاد فاقام بها أشهرا ثم خرج منها واستخلف رجلا يكنى أبا القاسم فقتله سعيد وسليمان ابنا عباد وأهل عمان ثم خالف عطية نجدة على ما نذكره إن شاء الله فعاد إلى عمان فلم يقدر عليها فركب في البحر وأتى كرمان وضرب بها دراهم سماها العطوية وأقام بكرمان فأرسل إليه المهلب جيشا فهرب إلى سجستان ثم إلى السند فلقيته خيل المهلب بقندابيل فقتلته وقيل قتله الخوارج
ثم بعث نجدة الى البوادي بعد هزيمة ابن عمير أيضا من يأخذ من أهلها الصدقة فقاتل أصحابه بني تميم بكاظمة وأعان أهل طويلع بني تميم فقتلوا من الخوارج رجلا فأرسل نجدة إلى أهل طويلع من أغار عليهم وقتل منهم نيفا وثلاثين رجلا وسبى ثم إنه دعاهم بعد ذلك فأجابوه فأخذ منهم الصدقة ثم سار نجدة إلى صنعاء في خف من الجيش فبايعه أهلها وظنوا أن وراءه جيشا كثيرا فلما لم يروا مددا يأتيه ندموا على بيعته وبلغه ذلك فقال إن شئتم أقلتكم بيعتكم وجعلتكم في حل منها وقاتلتكم فقالوا لا نستقيل بيعتنا فبعث إلى مخالفيها فاخذ منهم الصدقة وبعث نجدة أبا فديك إلى حضرموت فجبى صدقات أهلها وحج نجدة سنة ثمان وستين وقيل