@ 25 @
ليقتلوه فنهاهم عنه حيان بن مشحبة الضتي وألقى نفسه عليه فلم يقبلوا منه وقتلوا محمدا فشكر ابن خازم لحيان ذلك ولم يقتله فيمن قتل وكان الذي تولى قتل محمد رجلين اسم أحدهما عجلة واسم الآخر كسيب فقال اين خازم بئس ما اكتسب كسيب لقومه ولقد عجل عجلة لقومه شرا
وأقبلت تميم إلى مرو وأمروا عليهم الحريش بن هلال القريعي وأجمع أكثرهم على قتال ابن خازم فقاتل الحريش به هلال عبد الله بن خازم سنتين فلما طالت الحرب خرج الحريش فنادى ابن خازم وقال له طالت الحرب بيننا فعلام نقتل قومي وقومك ابرز إلي فأينا قتل صاحبه صارت الأرض له فقال له ابن خازم قد انصفت وبرز إليه فتضاربا وتصاولا تصاول الفحلين لا يقدر أحدهما على صاحبه ثم غفل ابن خازم فضربه الحريش على رأسه فألقى فروه رأسه على وجهه وانقطع ركاب الحريش وانتزع السيف ولزم ابن خازم عنق فرسه راجعا إلى أصحابه ثم غاداهم القتال فمكثوا بذلك بعد الضربة أياما ثم مل الفريقان فتفرقوا ثلاث فرق فرقة إلى نيسابور مع بحير بن ورقاء وفرقة إلى ناحية أخرى وفرقة فيها الحريش إلى مرو الروذ فاتبعه ابن خازم إلى قرية تسمى الملحمة والحريش في اثني عشر رجلا وقد تفرقت عنه أصحابه وهم في خربة فلما انتهى إليه ابن خازم خرج إليه في أصحابه فحمل مولى لابن خازم على الحريش فضربه فلم يصنع شيئا فقال الحريش لرجل معه إن سيفي لا يصنع في سلاحه شيئا فاعطني خشبة فأعطاه عودا من عناب فحمل على المولى فضربه فسقط وقيذا ثم قال لابن خازم ما تريد مني وقد خليتك والبلاد قال إنك تعود إليها قال لا أعود فصالحه على أن يخرج من خراسان ولا يعود إلى قتاله فأعطاه ابن خازم أربعين ألفا وفتح له الحريش باب القصر فدخله ابن خازم وضمن له وفاء دينه وتحدثا طويلا وطارت قطنة عن الضربة التي برأس ابن خازم فأخذها الحريش ووضعها مكانها فقال له ابن خازم مسك اليوم ألين من مسك امس فقال الحريش معذرة إلى الله وإليك أما والله لولا ركابي انقطع لخالط السيف رأسك وقال الحريش في ذلك
( أزال عظم ذراعي عن مركبه ... حمل الرديني في الإدلاج بالسحر )
( حولين ما اغتمضت عيني بمنزلة ... إلا وكفي وساد لي على حجر )