كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 3 @

$ بسم الله الرحمن الرحيم $
$ ثم دخلت سنة خمس وستين $
$ ذكر مسير التوابين وقتلهم $
لما أراد سليمان بن صرد الخزاعي الشخوص سنة خمس وستين بعث إلى رؤوس أصحابه فأتوه فلما أهل ربيع الآخر خرج في وجوه أصحابه وكانوا تواعدوا للخروج تلك الليلة فلما أتى النخيلة دار في الناس فلم يعحبه عددهم فأرسل حكيم من منقذ الكندي والوليد بن عصير الكناني فناديا في الكوفة يا لثارات الحسين فكانا أول خلق الله دعا يا لثارات الحسين فأصبح من الغد وقد أتاه نحو مما في عسكره ثم نظر في ديوانه فوجدهم ستة عشر ألفا ممن بايعه فقال سبحان الله ما وافانا من ستة عشر ألفا إلا أربعة آلاف فقيل له إن المختار يثبط الناس عنك إنه قد تبعه ألفان فقال قد بقي عشرة آلاف أما هؤلاء بمؤمنين أما يذكرون الله والعهود والمواثيق فأقام بالنخيلة ثلاثا يبعث إلى من تخلف عنه فخرج إليه نحو من ألف رجل فقام إليه المسيب بن نجبة فقال رحمك الله انه لا ينفعك الكاره ولا يقاتل معك إلا من أخرجته النية فلا تنتظر أحدا وجد في أمرك قال نعم ما رأيت ثم قام سليمان في أصحابه فقال أيها الناس من كان خرج يريد بخروجه وجه الله والآخرة فذلك منا ونحن منه فرحمة الله عليه حيا وميتا ومن كان إنما يريد الدنيا فوالله ما يأتي فيء نأخذه وغنيمة نغنمها ما خلا رضوان الله وما معنا من ذهب ولا فضة ولا متاع ما هو إلا سيوفنا على عواتقنا وزاد قدر البلغة فمن كان ينوي هذا فلا يصحبنا فتنادى أصحابه من كل جانب إنا لا نطلب الدنيا وليس لها خرجنا إنما خرجنا نطلب التوبة والطلب بدم ابن بنت رسول الله نبينا فلما عزم سليمان على المسير قال له عبد الله بن سعد بن نفيل إني قد رأيت رأيا إن يكن صوابا فالله الموفق وإن يكن ليس صوابا فمن قبلي إنا خرجنا نطلب بدم الحسين وقتلته كلهم بالكوفة منهم عمر بن سعد ورؤوس الأرباع والقبائل فأين نذهب من هنا وندع الأوتار

الصفحة 3