كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 31 @
مضارب عبد الله بن مطيع فقال له ان المختار خارج عليك بإحدى هاتين الليلتين وقد بعثت ابني إلى الكناسة فلو بعثت في كل جبانة عظيمة بالكوفة رجلا من أصحابك في جماعة من أهل الطاعة لهاب المختار وأصحابه الخروج عليك فبعث ابن مطبع عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني إلى جبانة السبيع وقال اكفني قومك ولا تحدثن بها حدثا وبعث كعب بن أبي كعب الخثعمي إلى جبانة بشر وبعث زحر بن قيس الجعفي إلى جبانة كندة وبعث عبد الرحمن بن مخنف إلى جبانة الصائديين وبعث شمر بن ذي الجوشن إلى جبانة سالم وبعث يزيد بن رويم إلى جبانة المراد وأوصى كلا منهم أن لا يؤتى من قبله وبعث شبث بن ربعي إلى السبخة وقال إذا سمعت صوت القوم فوجه نحوهم وكان خرجهم إلى الجبابين يوم الاثنين وخرج ابراهيم بن الأشتر يريد المختالا ليلة الثلاثاء وقد بلعه أن الجبابين قد ملئت رجالا وأن إياس بن مضارب في الشرط قد أحاط بالسوق والقصر فأخذ معه من أصحابه نحو مائة دارع وقد لبسوا عليها الأقبية فقال له أصحابه تجنب الطريق فقال والله لأمرن وسط السوق بجنب القصر ولأرعبن عدونا ولأرينهم هوانهم علينا فسار على باب الفيل ثم على دار عمرو بن جريث فلقيهم إياس بن مضارب في الشرط مظهرين السلاح فقال من أنتم فقال ابراهيم أنا ابراهيم بن الأشتر فقال اياس ما هذا الجمع الذي معك وما تريد ولست بتاركك حتى آتي بك الأمير فقال ابراهيم خل سبيلا قال لا أفعل وكان مع اياس بن مضارب رجل من همدان يقال له أبو قطن وكان يكرمه وكان صديقا لابن الاشتر فقال له ابن الاشتر ادن مني يا أبا قطن فدنا منه وهو يظن ان ابراهيم يطلب منه أن يشفع فيه إلى إياس فلما دنا منه أخذ رمحا كان معه وطعن به إياسا في ثغرة نحره فصرعه وأمر رجلا من قومه فأخذ رأسه وتفرق أصحاب إياس ورجعوا إلى ابن مطيع فبعث مكانه ابنه راشد بن أياس على الشرط وبعث كان راشد إلى الكناسة سويد بن عبد الرحمن المنقري أبا القعقاع بن سويد
وأقبل ابراهيم بن الأشتر إلى المختار وقال له إنا اتعدنا للخروج القابلة وقد جاء أمر لا بد من الخروج الليلة وأخبره الخبر ففرح المختار بقتل إياس وقال هذا أول الفتح إن شاء الله تعالى ثم قال لسعيد بن منقذ قم فاشعل النيران في الهوادي والقصب وارفعها وسر أنت يا عبد الله بن شداد فناد يا منصور أمت وقم أنت يا سفيان بن ليلى وأنت ياقدامة بن مالك فناد يا لثارات الحسين ثم لبس سلاحه فقال

الصفحة 31