كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 32 @
له ابراهيم هؤلاء الذين في الجبابين يمنعون أصحابنا من اتياننا فلو سرت إلى قومي بمن معي ودعوت من أجابني وسرب بهم في نواحي الكوفة ودعوت بشعارنا لخرج إلينا من أراد الخروج ومن أتاك حبسته عندك إلى من معك فإن عوجلت كان عندك من يمنعك إلى أن آتيك فقال له افعل وعجل وإياك أن تسير إلى أميرهم تقاتله ولا تقاتل أحدا وأنت تستطيع أن لا تقاتله إلا أن يبدأك أحد بقتال فخرج ابراهيم وأصحابه حتى أتى قومه واجتمع إليه جل من كان أجابه وسار بهم في سكك المدينة ليلا طويلا وهو يتجنب المواضع التي فيها الأمراء الذين وضعهم ابن مطيع فلما انتهى إلى مسجد السكون أتاه جماعة من خيل زحر بن قيس الجعفي ليس عليهم أمير فحمل عليهم إبراهيم فكشفهم حتى أدخلهم جبانة كندة وهو يقول اللهم إنك تعلم أنا غضبنا لأهل بيت نبيك وثرنا لهم فانصرنا على هؤلاء ثم رجع عنهم ابراهيم عنهم بعد ان هزمهم
ثم سار ابراهيم حتى أتى جبانة أثير فتنادوا بشعارهم فوقف فيها فأتاه سويد بن عبد الرحمن المنقري ورجا أن يصيبهم فيحظى بها عند ابن مطيع فلم يشعر به ابراهيم إلا وهو معه فقال ابراهيم لأصحابه يا شرطة الله انزلوا فإنكم أولى بالنصر من هؤلاء الفساق الذين خاضوا في دماء أهل بيت نبيكم فنزلوا ثم حمل عليهم ابراهيم حتى أخرجهم إلى الصحراء فانهزموا فركب بعضهم بعضا وهم يتلاومون وتبعهم حتى ادخلهم الكناسة فقال لإبراهيم أصحابه اتبعهم واغتنم ما دخلهم من الرعب فقال لا ولكن نأتي صاحبنا يؤمن الله بنا وحشته ويعلم ما كان من نصرنا له فيزداد هو وأصحابه قوة مع أني لا آمن أن يكون قد أوتي
ثم سار ابراهيم حتى أتى باب المختار فسمع الأصوات عالية والقوم يقتتلون وقد جاء سبث بن ربعي من قبل السبخة فعبى له المختار يزيد بن أنس وجاء حجار بن أبجر العجلي فجعل المختار في وجهه أحمر بن شميط فبينما الناس يقتتلون إذ جاء ابراهيم من قبل القصر فبلغ حجارا وأصحابه أن ابراهيم قد أتاهم من ورائهم فتفرقوا في الازقة قبل أن يأتيهم وجاء قيس بن طهفة النهدي في قريب من مائة وهو من أصحاب المختار فحمل على شبث بن ربعي وهو يقاتل يزيد بن أنس فخلى لهم الطريق حتى اجتمعوا وأقبل شبث إلى ابن مطيع وقال له اجمع الامراء الذين بالجبابين وجميع الناس ثم انفذ إلى هؤلاء القوم فقاتلهم فإن أمرهم قد قوي وقد خرج المختار وظهر واجتمع له أمره فلما بلع قوله المختار خرج في جماعة من أصحابه حتى نزل في

الصفحة 32