كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 35 @
معه إلى أبيات الكوفة
وحمل خزيمة بن نصر على يزيد بن الحرث فهزمه وازدحموا على أفواه السكك وقوق البيوت
واقبل المختار فلما انتهى إلى أفواه السكك رمته الرماة بالنبل فصدوه عن الدخول إلى الكوفة من ذلك الوجه
ورجع الناس من السبخة منهزمين إلى ابن مطيع وجاءه قتل راشد بن إياس فسقط في يده فقال له عمرو بن الحجاج الزبيدي أيها الرجل لا تلق بيدك واخرج إلى الناس واندبهم إلى عدوك فإن الناس كثير وكلهم معك إلا هذه الطائفة التي خرجت والله يخزيها وأنا أول منتدب فانتدب معي طائفة ومع غيري طائفة فخرج ابن مطيع فقام في الناس ووبخهم على هزيمتهم وأمرهم بالخروج إلى المختار وأصحابه ولما رأى المختار أنه قد منعه يزيد بن الحرث من دخول الكوفة عدل إلى بيوت مزينة وأحمس وبارق وبيوتهم منفردة فسقوا أصحابه الماء ولم يشرب هو فإنه كان صائما فقال احمر بن شميط لابن كامل أتراه صائما قال نعم قال لو أفطر كان أقوى له قال إنه معصوم وهو أعلم بما يصنع فقال أحمر صدقت أستغفر الله فقال المختار نعم المكان للقتال هذا فقال ابراهيم إن القوم قد هزمهم الله وأدخل الرعب في قلوبهم سر بنا فوالله ما دون القصر مانع فترك المختار هناك كل شيخ ضعيف ذي علة وثقلهم واستخلف عليهم أبا عثمان النهدي وقدم ابراهيم أمامه وبعث ابن مطيع عمرو بن الحجاج في ألفين فخرج عليهم فأرسل المختار إلى إبراهيم أن اطوه ولا تقم عليه فطواه وأقام وأمر المختار يزيد بن أنس أن يواقف عمرو بن الحجاج فمضى إليه وسار المختار في أثر ابراهيم ثم وقف في موضع مصلى خالد بن عبد الله ومضى ابراهيم ليدخل الكوفة من نحو الكناسة فخرج إليه شمر بن ذي الجوشن في ألفين فسرح إليه المختار سعيد بن منقذ الهمذاني فواقعه وأرسل إلى إبراهيم يأمره بالمسير فسار حتى انتهى إلى سكة شبث فإذا نوفل بن مساحق في ألفين وقيل خمسة آلاف وهو الصحيح
وقد أمر ابن مطيع مناديا في الناس ان الحقوا بابن مساحق وخرج ابن مطيع فوقف بالكناسة واستخلف شبث بن ربعي على القصر فدنا ابن الأشتر من ابن مطيع فأمر أصحابه بالنزول وقال لهم لا يهولنكم أن يقال جاء شبث وآل عتيبة بن النهاس وآل الأشعث وآل يزيد بن الحرث وآل فلان فسمى بيوتات أهل الكوفة ثم قال ان هؤلاء لو وجدوا حر السيوف لانهزموا عن ابن مطيع انهزام المعزى من الذئب

الصفحة 35