@ 38 @
الموصل أميرا سار محمد عنها إلى تكريت ينظر ما يكون من الناس ثم سار إلى المختار فبايعه فلما فرغ المختار مما يريد صار يجلس للناس ويقضي بينهم ثم قال إن لي فيما أحاول لشغلا عن القضاء ثم أقام شريحا يقضي بين الناس ثم خافهم شريح فتمارض وكانوا يقولون إنه عثماني وإنه شهد على حجر بن عدي وإنه لم يبلغ هانئ بن عروة ما أرسله به وإن عليا عزله عن القضاء فلما بلغ شريحا ذلك منهم تمارض فجعل المختار مكانه عبد الله بن عتبة بن مسعود ثم إن عبد الله مرض فجعل مكانه عبد الله بن مالك الطائي
$ ذكر قتل المختار قتلة الحسين عليه السلام $
وفي هذه السنة وثب المختار بمن بالكوفة من قتلة الحسين وكان سبب ذلك أن مروان بن الحكم لما استوثقت له الشام بعث جيشين أحدهما إلى الحجاز عليه حبيش بن دلجة القيني وقد ذكرنا أمره وقتله والجيش الآخر إلى العراق مع عبيد الله بن زياد وقد ذكرنا ما كان من أمره وأمر التوابين وكان قد جعل لابن زياد ما غلب عليه وأمره أن ينهب الكوفة ثلاثا فاحتبس بالجزيرة وبها قيس عيلان مع زفر بن الحرث على طاعة ابن الزبير فلم يزل عبيد الله بن زياد مشتغلا بهم عن العراق نحو سنة فتوفي مروان وولي بعده ابنه عبد الملك بن مروان فأقر ابن زياد على ما كان أبوه ولاه وأمره بالجد في أمره
فلما لم يمكنه في زفر ومن معه من قيس شيء أقبل إلى الموصل فكتب عبد الرحمن بن سعيد عامل المختار إلى المختار يخبره بدخول ابن زياد أرض الموصل وأنه قد تنحى له عن الموصل إلى تكريت فدعا المختار يزيد بن أنس الأسدي وأمره أن يسير إلى الموصل فينزل بأداني أرضها حتى يمده بالجنود فقال له يزيد خلني انتخب ثلاثة آلاف فارس وخلني مما توجهني إليه فإن احتجت كتبت إليك استمدك فأجابه المختار فانتخب له ثلاثة آلاف وسار عن الكوفة وسار معه المختار والناس يشيعونه فلما ودعه قال له إذا لقيت عدوك فلا تناظرهم وإذا أمكنتك الفرصة فلا تؤخرها وليكن خبرك كل يوم عندي وإن احتجت إلى مدد فاكتب إلي مع أني ممدك وإن لم تستمد لأنه أشد لعضدك وأرعب لعدوك ودعا الناس له بالسلامة ودعا لهم فقال لهم سلوا الله لي الشهادة فوالله لئن فاتني النصر لا تفوتني الشهادة