كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 4 @
فقال أصحابه كلهم هذا هو الرأي فقال سليمان لكن أنا لا أرى ذلك إن الذي قتله وعبى الجنود إليه وقال لا أمان له عندي دون أن يستسلم فأمضي فيه حكمي هذا الفاسق ابن الفاسق عبيد الله بن زياد فسيروا إليه على بركة الله فإن يظهركم الله عليه رجونا أن يكون من بعده أهون علينا منه ورجونا أن يدين لكم أهل مصركم في عافية فينظرون إلى كل من شرك في دم الحسين فيقتلونه ولا يغشون وإن تستشهدوا فإنما قاتلتم المحلين وما عند الله خير للأبرار إني لا أحب أن تجعلوا جدكم بغير المحلين ولو قاتلتم أهل مصركم ما عدم رجل أن يرى رجلا قد قتل أخاه وأباه وحميمه ورجلا يريد قتله فاستخيروا الله وسيروا وبلغ عبد الله بن يزيد وابراهيم بن محمد بن طلحة خروج ابن صرد فأتياه في أشراف أهل الكوفة ولم يصحبهم من شرك في دم الحسين خوفا منه وكان عمر بن سعد تلك الأيام يبيت في قصر الإمارة خوفا منهم فلما أتياه قال عبد الله بن يزيد إن المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يغشه وأنتم إخواننا وأهل بلدنا وأحب أهل مصر خلقه الله إلينا فلا تفجعونا بأنفسكم ولا تنقصوا عددنا بخروجكم من جماعتنا أقيموا معنا حتى نتهيأ فإذا سار عدونا إلينا خرجنا إليه بجماعتنا فقاتلناه وجعل لسليمان وأصحابه خراج جوخى إن أقاموا وقال ابراهيم بن محمد مثله فقال سليمان لهما قد محضتما النصيحة واجتهدتما في المشورة فنحن بالله وله نسأل الله العزيمة على الرشد ولا نرانا إلا سائرين فقال عبد الله فأقيموا حتى نعبى معكم جريدا كثيفا فتلقوا عدوكم بجمع كثيف وكان قد بلغهم إقبال عبيد الله بن زياد من الشام في جنود كثيرة فلم يقم سليمان فسار عشية الجمعة لخمس مضين من ربيع الآخر سنة خمس وستين فوصل دار الأهواز وقد تخلف عنه ناس كثير فقال ما أحب أن تتخلفوا ولو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا إن الله كره انبعاثهم فثبطهم واختصكم بفضل ذلك
ثم سارو فانتهوا إلى قبر الحسين فلما وصلوا صاحوا صيحة واحدة فما رئي أكثر باكيا من ذلك اليوم فترحموا عليه وتابوا عنده من خذلانه وترك القتال معه وأقاموا عنده يوما وليلة يبكون ويتضرعون ويترحمون عليه وعلى أصحابه وكان من قولهم عند ضريحه اللهم ارحم حسينا الشهيد ابن الشهيد المهدي ابن المهدي الصديق ابن

الصفحة 4