@ 41 @
فوثبوا بالمختار بعد مسير إبراهيم بن الاشتر وخرجوا بالجبابين كل رئيس بحبانة فلما بلغ المختار خروجهم أرسل قاصدا مجدا إلى إبراهيم بن الأشتر فلحقه وهو بساباط فأمره بالرجوع والسرعة وبعث المختار إليهم في ذلك أخبروني ماذا تريدون فإني صانع كل ما أحببتم قالوا أن تعتزلنا فإنك زعمت أن ابن الحنفية بعثك ولم يبعثك قال فأرسلوا إليه وفدا من قبلكم وأرسل أنا إليه وقدا ثم أنظروا في ذلك حتى يظهر لكم وهو يريد أن يريثهم بهذه المقالة حتى يقدم عليه ابراهيم بن الأشتر وأمر أصحابه فكفوا أيديهم وقد أخذ عليهم أهل الكوفة بأفواه السكك فلا يصل إليهم شيء إلا القليل وخرج عبد الله بن سبيع في الميدان فقاتله بنو شاكر قتالا شديدا فجاءه عقبة بن طارق الجشمي فقاتل معه ساعة حتى ردهم عنه ثم أقبل فنزل عقبة مع شمر ومعه قيس عيلان في جبانة سلول ونزل عبد الله بن سبيع مع أهل اليمن في جبانة السبيع ولما سار رسول المختار وصل إلى ابن الأشتر عشية يومه فرجع ابن الأشتر بقية عشيته تلك الليلة ثم نزل حتى امسى وأراحوا دوابهم قليلا ثم سار ليلته كلها ومن الغد فوصل العصر وبات ليلته في المسجد ومعه من أصحابه أهل القوة
ولما اجتمع أهل اليمن بجبانة السبيع حضرت الصلوات فكره كل رأس من أهل اليمن أن يتقدمه صاحبه فقال لهم عبد الرحمن بن مخنف هذا أول الاختلاف قدموا الرضى فيكم سيد القراء رفاعة بن شداد البجلي ففعلوا فلم يزل يصلي بهم حتى كانت الوقعة ثم إن المختار عبى أصحابه في السوق وليس فيه بنيان فأمر ابن الأشتر فسار إلى مضر وعليهم شبث بن ربعي ومحمد بن عمير بن عطارد وهم بالكناسة وخشي أن يرسله إلى أهل اليمن فلا يبالغ في قتال قومه وسار المختار نحو أهل اليمن بجبانة السبيع ووقف عند دار عمرو بن سعيد وسرح بين يديه أحمر بن شميط البجلي وعبد الله بن كامل الشاكري وأمر كلا منهما بلزوم طريق ذكره له يخرج إلى جبانة السبيع وأسر اليهما أن شباما قد أرسلوا إليه يخبرونة أنهم يأتون القوم من ورائهم فمضيا كما أمرهما فبلغ أهل اليمن سيرهما فافترقوا إليهما واقتتلوا أشد قتال رآه الناس ثم انهزم أصحاب أحمر بن شميط وأصحاب ابن كامل ووصلوا إلى المختار