كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 410 @

$ ثم دخلت سنة ست عشرة ومائة $
في هذه السنة غزا معاوية بن عبد الملك أرض الروم الصائفة وفيها كان طاعون شديد بالعراق والشام وكان أشد ذلك بواسط
$ ذكر عزل الجنيد ووفاته وولاية عاصم خراسان $
وفيها عزل هشام بن عبد الملك الجنيد بن عبد الرحمن المري عن خراسان واستعمل عليها عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي وسبب ذلك أن الجنيد تزوج الفاضلة بنت يزيد بن المهلب فغضب هشام فولى عاصما خراسان وكان الجنيد قد سقى بطنه فقال هشام لعاصم إن أدركته وبه رمق فأزهق نفسه فقدم عاصم وقد مات الجنيد وكان بينهما عداوة فأخذ عمارة بن حرين وكان الجنيد قد استخلفه وهو ابن عمه فعذبه عاصم وعذب عمال الجنيد وعمارة هذا جد أبي الهيذام صاحب العصبية بالشام وسيأتي ذكرها إن شاء الله وكان موت الجنيد بمرو وكان من الأجواد الممدوحين غير محمود في حروبه
$ ذكر خلع الحرث بن سريج بخراسان $
وفي هذه السنة خلع الحرث بن سريج وأقبل إلى الفارياب فأرسل اليه عاصم بن عبد الله رسلا فيهم مقاتل بن حيان النبطي وخطاب بن محرز السلمي فقالا لمن معهما لا نلقى الحرث إلا بأمان فأبى القوم عليهما فأخذهم الحرث وحبسهم ووكل بهم رجلا يحفظهم فأوثقوه وخرجوا من السجن فركبوا وعادوا إلى عاصم فأمرهم فخطبوا وذموا الحرث وذكروا خبث سيرته وغدره وكان الحرث قد لبس السواد ودعا إلى كتاب الله وسنة نبيه والبيعة للرضا فسار من الفارياب فأتى بلخ وعليها نصر بن

الصفحة 410