كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 415 @
أهل ترمذ إلى الحرث فهزموه وقتلوا جماعة من أهل البصائر منهم عكرمة وأبو فاطمة ثم سار أسد إلى سمرقند في طريق زم فلما قدم زم بعث إلى الهيثم الشيباني وهو في حصن من حصونها وهو من أصحاب الحرث فقال له أسد إنما أنكرتم علي قولكم ما كان من سوء السيرة ولم يبلغ ذلك السبي واستحلال الفروج ولا غلبة المشركين على مثل سمرقند وأنا أريد سمرقند ولك عهد الله وذمته ان لا ينالك مني شر ولك المواساة والكرامة والامان ولمن معك وإن أبيت ما دعوتك إليه فعلى عهد الله إن أنت رميت بسهم لا أؤمنك بعد وإن جعلت لك ألف أمان لا أفي لك به فخرج إليه على الأمان وسار معه إلى سمرقند ثم ارتفع إلى ورغسر وماء سمرقند منها فسكر الوادي وصرفه عن سمرقند ثم رجع إلى بلخ وقيل إن أمر أسد وأصحاب الحرث كان سنة ثمان عشرة
$ ذكر حال دعاة بني العباس $
قيل وفي هذه السنة أخذ أسد بن عبد الله جماعة من دعاة بني العباس بخراسان فقتل بعضهم ومثل ببضعهم وحبس بعضهم وكان فيمن أخذ فيمن سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم وموسى بن كعب ولاهز بن قريظ وخالد بن إبراهيم وطلحة بن زريق فأتى بهم فقال لهم يا فسقة ألم يقل الله تعالى { عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام } فقال له سليمان نحن والله كما قال الشاعر
( لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصاري )
صدت والله العقارب بيدك انا ناس من قومك وان المضرية رفعوا إليك هذا لأنا كنا أشد الناس على قتيبة بن مسلم فطلبوا بثأرهم فبعث بهم الى الحبس ثم قال لعبد الرحمن بن نعيم ما ترى قال أرى أن تمن بهم على عشائرهم قال افعل فأطلق من كان فيهم من أهل اليمن لأنه منهم ومن كان من ربيعة أطلقه أيضا لحلفهم مع اليمن وأراد قتل من كان من مضر فدعا موسى بن كعب وألجمه بلجام حمار وجذب اللجام فحطمت أسنانه ودق وجهه وأنفه ودعا لاهز بن قريظ فقال له ما هذا بحق تصنع بنا هذا وتترك اليمانيين والربعيين فضربه ثلاثمائة سوط ثم قال اصلبوه فشهد له الحسن بن زيد الازدي بالبراءة ولأصحابه فتركهم

الصفحة 415