كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 42 @
فقال ما وراءكم قالوا هزمنا وقد نزل أحمر بن شميط ومعه ناس من أصحابه وقال أصحاب ابن كامل ما ندري ما فعل ابن كامل فأقبل بهم المختار نحو القوم حتى بلغ دار أبي عبد الله الجدلي فوقف
ثم ارسل عبد الله بن قراد الخثعمي في أربعمائة إلى ابن كامل وقال له إن كان قد هلك فأنت مكانه وقاتل القوم وإن كان حيا فاترك عنده ثلاثمائة من أصحابك وامض في مائة حتى تأتي جبانة السبيع فتأتي أهلها من ناحية حمام قطن فمضى فوجد ابن كامل يقاتلهم في جماعة من أصحابه قد صبروا معه فترك عنده ثلاثمائة رجل وسار في مائة حتى أتى مسجد عبد القيس وقال لأصحابه إني أحب أن يظهر المختار وأكره أن تهلك أشراف عشيرتي اليوم ووالله لأن أموت أحب الي من أن يهلكوا على يدي ولكن قفوا فقد سمعت أن شباما يأتونهم من ورائهم فلعلهم يفعلون ذلك ونعافى نحن منه فأجابوه إلى ذلك فبات عند مسجد عبد القيس
وبعث المختار مالك بن عمرو النهدي وكان شجاعا وعبد الله بن شريك النهدي في أربعمائة إلى أحمر بن شمسط فانتهوا إليه وقد علاه القوم وكثروه فاشتد عند ذلك وأما ابن الأشتر فإنة مضى إلى مضر فلقي شبت بن ربيعي ومن معه فقال لهم ابراهيم ويحكم انصرفوا فمااحب أن يصاب من مضر على يدي فأبوا وقاتلوا فهزمهم وجرح حسان بن فائد العبسى فحمل إلى أهلة فمات فكان مع شبت وجاءت البشارة إلى المختار بهزيمة مضر فأرسل إلى احمر بن شميط وابن كامل يبشرهما فاشتد أمرهما فاجتمع شبام وقد رأسوا عليهم أبا القلوص لياتوا اليمن من ورائهم فقال بعضهم لبعض لو جعلتم جدكم على مضر وربيعة لكان أصوب وأبو القلوص ساكت فقالوا ما تقول فقال قال الله تعالى { قاتلوا الذين يلونكم من الكفار } فساروا معه نحو أهل اليمن فلما خرجوا إلى جبانة السبيع لقيهم على فم السكة الأعسر الشاكري فقتلوه ونادوا في الجبانة وقد دخلوها يا لثارات الحسين فسمعها يزيد بن عمير ذي مران الهمداني فقال يا لثارات عثمان فقال لهم رفاعة بن شداد ما لنا ولعثمان لا أقاتل مع قوم يبغون دم عثمان فقال له ناس من قومه جئت بنا وأطعناك حتى إذا راينا قومنا تأخذهم السيوف قلت انصرفوا ودعوهم فعطف عليهم وهو

الصفحة 42