كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 421 @

$ ذكر ما كان من الحرث وأصحابه $
وفي هذه السنة نزل أسد بلخ وسرح جديعا الكرماني إلى القلعة التي فيها أهل الحرث وأصحابه واسمها التبوشكان من طخارستان العليا وفيها بنو برزي التغلبيون أصهار الحرث فحصرهم الكرماني حتى فتحها فقتل بني برزى وسبى عامة أهله من العرب والموالي والذراري وباعهم فيمن بزيد في سوق بلخ ونقم على الحرث أربعمائة وخمسون رجلا من أصحابه وكان رئيسهم جرير بن ميمون القاضي فقال لهم الحرث إن كنتم لا بد مفارقي فاطلبوا الأمان وأنا شاهد فانهم يجيبونكم وإن ارتحلت قبل ذلك لم يعطوا الأمان فقالوا ارتحل أنت وخلنا وأرسلوا يطلبون الأمان فأخبر أسد أن القوم ليس لهم طعام ولا ماء فسرح إليهم أسد جديعا الكرماني في ستة آلاف فحصرهم في القلعة وقد عطش أهلها وجاعوا فسألوا أن ينزلوا على الحكم وترك لهم نساءهم وأولادهم فأجابهم فنزلوا على حكم أسد فأرسل إلى الكرماني يأمره أن يحمل إليه خمسين رجلا من وجوههم فيهم المهاجر بن ميمون فحملوا إليه فقتلهم وكتب إلى الكرماني أن يجعل الذين بقوا عنده أثلاثا فثلث يقتلهم وثلث يقطع أيديهم وأرجلهم وثلث يقطع أيديهم ففعل ذلك الكرماني وأخرج أثقالهم فباعها واتخذ أسد مدينة بلخ دارا ونقل إليها الدواوين ثم غزا طخارستان ثم أرض جبوية فغنم وسبى
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة عزل هشام خالد بن عبد الملك بن الحرث بن الحكم عن المدينة واستعمل عليها خاله محمد بن هشام بن إسماعيل
وفيها غزا مروان بن محمد بن مروان من أرمينية ودخل أرض ورنيس من ثلاثة أبواب فهرب منه ورنيس إلى الخزر ونزل حصنه فحصره مروان ونصب عليه المجانيق فقتل ورنيس قتله بعض من اجتاز به وأرسل رأسه إلى مروان فنصبه لأهل حصنه فنزلوا على حكمه فقتل المقاتلة وسبى الذرية
وفي هذه السنة مات علي بن عبد الله بن عباس وكان موته بالحميمة من أرض

الصفحة 421