كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 426 @
هذا قال هذا محمد بن المثنى ورايته فبعث خاقان طليعة وقال انظروا هل ترون على الإبل سريرا وكراسي فعادوا إليه فأخبروه أنهم رأوها فقال خاقان هذا أسد وسار أسد قدر غلوة فلقيه سالم بن جناح فقال أبشر أيها الأمير قد حزرتم ولا يبلغون أربعة آلاف وأرجو أن يكون خاقان عقيرة الله فصف أسد أصحابه وعبئ خاقان أصحابه فلما التقوا حمل الحرث ومن معه من الصغد وغيرهم وكانوا ميمنة خاقان على ميسرة أسد فهزمهم فلم يردهم شيء دون رواق أسد وحملت ميمنة أسد وهم الجوزجان والازد وتميم عليهم فانهزم الحرث من معه وانهزمت الترك جميعها وحمل الناس جميعا فتفرق الترك في الأرض لا يلوون على أحد فتبعهم الناس مقدار ثلاثة فراسخ يقتلون من يقدرون عليه حتى انتهوا إلى أغنامهم وأخذوا منها أكثر من مائة ألف وخمسين ألف رأس ودواب كثيرة وأخذ خاقان طريقا في الجبل والحرث يحميه وسار منهزما فقال الجوزجاني لعثمان بن عبد الله بن الشخير إني لأعلم ببلادي وبطرقها فهل تتبعني لعلنا نهلك خاقان قال نعم فأخذا طريقا وسارا ومن معهما حتى أشرفوا على خاقان فأوقعوا به فولى منهزما فحوى المسلمون عسكر الترك وما فيه من الأموال ووجدوا فيه من نساء العرب والموليات من نساء الترك من كل شيء ووحل بخاقان برذونه فحماه الحرث بن سريج ولم يعلم الناس أنه خاقان وأراد الخصي الذي لخاقان ان يحمل امرأة خاقان فأعجلوه فقتلها واستنقذوا من كان مع خاقان من المسلمين وتتبع أسد خيل الترك التي فرقها في الغارة إلى مرو الروذ وغيرها فقتل من قدر عليه منهم ولم ينج منهم غير القليل ورجع إلى بلخ وكان بشر الكرماني في السرايا فيصيبون من الترك الرجل والرجلين وأكثر ومضى خاقان إلى طخارستان وأقام عند جبوية الخزلجي ثم ارتحل إلى بلاده فلما ورد أشروسنة تلقاه خرا بغره أبو خاناجزه جد كاوس أبي أفشين بكل ما قدر

الصفحة 426