كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 429 @
رأي المغيرة التجسيم يقول إن الله على صورة رجل على رأسه تاج وأن أعضاءه على عدد حروف الهجاء ويقول مالا ينطق به لسان تعالى الله عن ذلك ويقول إن الله تعالى لما أراد أن يخلق تكلم باسمه الأعظم فطار فوقع على تاجه ثم كتب بإصبعه على كفه أعمال عباده من المعاصي والطاعات فلما رأى المعاصي ارفض عرقا فاجتمع من عرقه بحران أحدهما ملح مظلم والآخر عذب نير ثم اطلع في البحر فرأى ظله فذهب ليأخذه فطار فأدركه فقلع عيني ذلك الظل ومحقه فخلق من عينية الشمس وسماء أخرى وخلق من البحر الملح الكفار ومن البحر العذب المؤمنين وكان يقول بإلهية علي وتكفير أبي بكر وعمر وسائر الصحابة إلا من ثبت مع علي وكان يقول إن الأنبياء لم يختلفوا في شيء من الشرائع وكان يقول بتحريم ماء الفرات وكل نهر أو عين أو بئر وقعت فيه نجاسة وكان يخرج إلى المقبرة فيتكلم فيرى أمثال الجراد على القبور وجاء المغيرة إلى محمد الباقر فقال له أقرر أنك تعلم الغيب حتى أجبي لك العراق فنهره وطرده وجاء إلى ابنه جعفر بن محمد الصادق فقال له مثل ذلك فقال أعوذ بالله وكان الشعبي يقول للمغيرة ما فعل الإمام فيقول أتهزأ به فيقول لا إنما أهزأ بك وأما بيان فإنه كان يقول بإلهية علي وأن الحسن والحسين إلهان ومحمد بن الحنفية بعدهم ثم بعده ابنه أبو هاشم بن محمد بنوع من التناسخ وكان يقول إن الله تعالى يفنى جميعه إلا وجهه ويحتج بقوله { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا وادعى النبوة وزعم أنه المراد بقوله تعالى { هذا بيان للناس }
$ ذكر خبر الخوارج هذه السنة $
في هذه السنة خرج بهلول بن بشر الملقب كثارة وهو من الموصل من شيبان فقتل وكان سبب خروجه أنه خرج يريد الحج فأمر غلامه يبتاع له خلا بدرهم فأتاه بخمر فأمره برده وأخذ الدرهم فلم يجبه صاحب الخمر إلى ذلك فجاء بهلول إلى عامل القرية وهي من السواد فكلمه فقال العامل الخمر خير منك ومن قولك فمضى في حجه وقد عزم على الخروج فلقي بمكة من كان على مثل رأيه فاتعدوا قرية من قرى الموصل فاجتمعوا بها وهم أربعون رجلا وأمروا عليهم بهلولا وكتموا أمرهم وجعلوا لا يمرون بعامل إلا أخبروه أنهم قدموا من عند هشام على بعض الأعمال وأخذوا دواب

الصفحة 429