كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 431 @
تركوه يجوز إلى بلادهم فسير خالد جندا من العراق وسير عامل الجزيرة جندا من الجزيرة ووجه هشام جندا من الشام واجتمعوا بدير بين الجزيرة والموصل وأقبل بهلول إليهم وقيل التقوا بكحيل دون الموصل فنزل بهلول على باب الدير وهو في سبعين وحمل عليهم فقتل منهم نفرا وقاتلهم عامة نهاره وكانوا عشرين ألفا فأكثر فيهم القتل والجراح ثم ان بهلولا وأصحابه عقروا دوابهم وترجلوا فقاتلوا قتالا شديدا فقتل كثير من أصحاب بهلول فطعن بهلول فصرع فقال له أصحابه ول أمرنا من بعدك من يقدم له فقال إن هلكت فأمير المؤمنين دعامة الشيباني وإن هلك فأمروا اليشكري ومات بهلول من ليلته فلما أصبحوا هرب دعامة وخلاهم فقال الضحاك بن قيس يرثي بهلولا
(بدلت بعد أبي بشر وصحبته ... قوما علي مع الأحزاب أعوانا)
(كأنهم لم يكونوا من صحابتنا ... ولم يكونوا لنا بالأمس خلانا)
(بأعين أذري دموعا منك تهتانا ... وابكي لنا صحبة بانوا وإخوانا)
(خلوا لنا ظاهر الدنيا وباطنها ... وأصبحوا في جنان الخلد جيرانا)
فلما قتل بهلول خرج عمرو اليشكري فلم يلبث أن قتل وخرج البختري صاحب الأشهب وبهذا كان يعرف على خالد في ستين فوجه إليه خالد الشمط بن مسلم البجلي في أربعة آلاف فالتقوا بناحية الفرات فانهزمت الخوارج فتلقاهم عبيد أهل الكوفة وسفلتهم فرموهم بالحجارة حتى قتلوهم ثم خرج وزير السختياني على خالد بالحيرة في نفر فجعل لا يمر بقرية إلا أحرقها ولا يلقى أحدا إلا قتله وغلب على ما هنالك وعلى بيت المال فوجه إليه خالد جندا فقاتلوا عامة أصحابه وأثخن بالجراح وأتى به خالد وأقبل على خالد فوعظه فأعجب خالدا ما سمع منه فلم يقتله وحبسه عنده وكان يؤتى به في الليل فيحادثه فسعى بخالد إلى هشام وقيل أخذ حروريا قد قتل وحرق وأباح الأموال فجعله سميرا فغضب هشام وكتب إليه يأمره بقتله وكان خالد يقول إني أنفس به عن الموت فأخر قتله فكتب إليه هشام ثانيا يذمه ويأمره بقتله

الصفحة 431