كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 435 @
أسد وقال أنت خير دهاقيننا وفرق جميع الهدية بين أصحابه ولما مات أسد رثاه ابن العرس العبدي فقال
( نعى أسد بن عبد الله ناع ... فريع القلب للملك المطاع )
( ببلخ وافق المقدار يسرى ... وما لقضاء ربك من دفاع )
( فجودي عين بالعبرات سحا ... ألم يحزنك تفريق الجماع )
في أبيات غيرها ولما مات أسد كتب مسلمة بن هشام بن عبد الملك وهو أبو شاكر إلى خالد القسري
( أراح من خالد فأهلكه ... رب أراح العباد من أسد )
( أما أبوه فكان مؤتشبا ... عبدا لئيما لأعبد فقد )
( يرى الزنا والصليب والخمر وال ... خنزير حلا والغي كالرشد )
( وأمه همها وبغيتها ... هم الإماء العواهر الشرد )
( كافرة بالنبي مؤمنة ... بقسها والصليب والعمد )
يعني المعمودية فلما قرأ خالد الكتاب قال يا عباد الله من رأى كهذه تعزية رجل من أخيه وكان ما بين خالد وأبي شاكر مباعدة وسببها أن هشاما يرشح ابنه أبا شاكر للخلافة فقال الكميت
( إن الخلافة كائن أوتادها ... بعد الوليد إلى ابن أم حكيم )
يعني أبا شاكر وأمه أم حكيم فبلغ الشعر خالدا فقال أنا كافر بكل خليفة يكنى أبا شاكر فسمعها أبو شاكر فحقدها عليه
$ ذكر شيعة بني العباس بخراسان $
وفي هذه السنة وجهت شيعة بني العباس بخراسان إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس سليمان بن كثير ليعلمه أمرهم وما هم عليه وكان سبب ذلك أن محمدا ترك مكاتبتهم ومراسلتهم بطاعتهم التي كانت لخداش الذي تقدم ذكره وقبولهم منه ما روى عنه من الكذب فلما أبطأت كتبه ورسله عليهم أرسلوا سليمان ليعلم الخبر فقدم عليه فعنفه محمد في ذلك ثم صرف سليمان إلى خراسان ومعه كتاب

الصفحة 435