@ 438 @
عياض وهو نائب سالم بالعراق ان أهلك قد بعثوا إليك بالثوب اليماني فإذا أتاك فالبسه واحمد الله تعالى وأعلم ذلك طارقا فأعلم عياض طارق بن أبي زياد بالكتاب له ثم ندم بشير على كتابه فكتب إلى عياض أن أهلك قد بدا لهم في إرسال الثوب فأتى عياض بالكتاب الثاني إلى طارق فقال طارق الخبر في الكتاب الأول ولكن بشير ندم وخاف أن يظهر الخبر وركب طارق من الكوفة إلى خالد وهو بواسط فرآه داود البريدي وكان على حجابة خالد وديوانه فاعلم خالدا فأذن له فلما رآه قال ما أقدمك بغير إن قال أمر كنت أخطأت فيه كنت قد كتبت إلى الأمير أعزيه بأخيه أسد وانما كان يجب أن آتيه ماشيا فرق خالد ودمعت عيناه وقال ارجع إلى عملك فأخبره الخبر لما غاب داود قال فما الرأي قال تركب إلى أمير المؤمنين فتعتذر إليه مما بلغه عنك قال لا أفعل ذلك بغير إذن قال فترسلني إليه حتى آتيك بإذنه قال ولا هذا قال فاذهب فأضمن لأمير المؤمنين جميع ما انكسر في هذه السنين وآتيك بعهده قال وكم مبلغه قال مائة ألف ألف قال ومن أين أجدها والله ما أجد عشرة آلاف الف درهم قال أتحمل أنا وفلان وفلان قال إني إذا اللئيم إن كنت أعطيتهم شيئا وأعود فيه فقال طارق إنما نقيك ونقي أنفسنا بأموالنا ونستأنف الدنيا وتبقى النعمة عليك وعلينا خير من أن يجيء من يطالبنا بالأموال وهي عند أهل الكوفة فيتربصون فنقتل ويأكلون تلك الأموال فأبى خالد فودعه طارق وبكى وقال هذا آخر ما نلتقي في الدنيا ومضى إلى الكوفة وخرج خالد إلى الجمة وقدم رسول يوسف عليه اليمن فقال أمير المؤمنين ساخط وقد ضربني ولم يكتب جواب كتابك وهذا كتاب سالم صاحب الديوان فقرأه فلما انتهى إلى أخره قرأ كتاب هشام بخطه وولاية العراق يأمره أن يأخذ ابن النصرانية يعني خالدا وعماله ويعذبهم حتى يشتفي فأخذ دليلا وسار من يومه واستخلف على اليمن ابنه الصلت فقدم الكوفة في جمادى الآخر سنة عشرين ومائة فنزل النجف وأرسل مولاه كيسان وقال أنطلق فأتني بخالد فاحمله على اكاف وان لم يقبله فأت به سحبا فأتى كيسان الحيرة فأخذ معه عبد المسيح سيد أهلها