كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 440 @
وكان في يوسف أشياء متباينة متناقضة كان طويل الصلاة ملازما للمسجد ضابطا لحشمه وأهله عن الناس لين الكلام متواضعا حسن الملكة كثير التضرع والدعاء فكان يصلي ولا يكلم أحدا حتى يصلي الضحى يقرأ القرآن ويتضرع وكان بصيرا بالشعر والأدب وكان شديد العقوبة في ضرب الأبشار فكان يأخذ الثوب الجديد فيمر ظفره عليه فإن تعلق به طاقه ضرب صاحبه وربما قطع يده وكان أحمق أتي يوما بثوب فقال لكاتبه ما تقول في هذا الثوب فقال كان ينبغي أن تكون بيوته أصغر مما هي فقال للحائك صدق يا ابن اللخناء فقال الحائك نحن أعلم بهذا فقال لكاتبه صدق يا ابن اللخناء فقال الكاتب هذا يعمل في السنة ثوبا أو ثوبين وأنا يمر على يدي في كل سنة مائة ثوب مثل هذا فقال للحائك صدق يا ابن اللخناء فلم يزل يكذب هذا مرة وهذا مرة حتى عد أبيات الثوب فوجدها تنقص بيتا من أحد جانبي الثوب فضرب الحائك مائة سوط وقيل إن يوسف أراد السفر فدعا جواريه فقال لاحداهن تخرجين معي قالت نعم قال يا خبيثة كل هذا من حب النكاح يا خادم اضرب رأسها وقال لأخرى ما تقولين فقالت أقيم على ولدي فقال يا خبيثة أكل هذا زهادة في اضرب رأسها وقال لثالثة ما تقولين قالت ما ادري ما أقول إن قلت ما قالت إحداهما لم آمن عقوبتك فقال يا لخناء أو تناقضين وتحتجين اضرب رأسها فضرب الجميع وكان قصيرا عظيم اللحية وكان يحضر الثوب الطويل ليفصله ليلبسه فإن قال الخياط انه يفضل منه ضربه فإن قال له الخياط ضربه فإن قال له الخياط لا يكفينا إلا بعد التصرف في التفصيل سره فكانوا يفصلون له ثيابا طوالا ويأخذون ما ينبغي من الثوب يوهمونه أن الثوب لم يكفه فيرضى بذلك وله في هذا الباب أشياء نوادر منها أنه قال يوما لكاتب له ما حبسك قال اشتكيت ضرسي فدعا بحجام يقلعه ومعه ضرس آخر
$ ذكر ولاية نصر بن سيار الكناني خراسان $
لما مات أسد بن عبد الله استشار هشام بن عبد الملك عبد الكريم بن سليط الحنفي وكان عالما فيمن يوليه خراسان فقال عبد الكريم يا أمير المؤمنين أما رجل خراسان حزما وندة فالكرماني فاعرض عنه وقال ما اسمه قال جديع بن علي قال لا حاجة لي فيه وتطير قال فالمسن المجرب يحيى بن نعيم بن هبيرة

الصفحة 440