كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 446 @
( ان المنية لو تمثل مثلت ... مثلي إذا نزلوا بضيق المنزل )
( فاقني حياءك لا أبالك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتل )
استودعك الله وإني أعطي عهدا إن دخلت يدي في طاعة هؤلاء ما عشت وفارقه وأقبل إلى الكوفة فأقام بها مستخفيا يتنقل في المنازل وأقبلت الشيعة تختلف إليه تبايعه فبايعه جماعة منهم سلمة بن كهيل ونصر بن خزيمة العبسي ومعاوية بن اسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري وناس من وجوه أهل الكوفة وكانت بيعته التي يبايع عليها الناس إنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين وقسم هذا الفيء بين أهله بالسواء ورد المظالم ونصر أهل البيت أتبايعون على ذلك فإذا قالوا نعم وضع يده على أيديهم ويقول عليك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله لتفين ببيعي ولتقاتلن عدوي ولتنصحن لي في السر والعلانية فإذا قال ننعم مسح يده على يده ثم قال اللهم اشهد فبايعه خمسة عشر ألفا وقيل أربعون ألفا فأمر أصحابه بالاستعداد فأقبل من يريد أن يفي له ويخرج معه ويستعد ويتهيأ فشاع أمره في الناس هذا على قول من زعم أنه أتى الكوفة من الشام واختفى بها يبايع الناس
وأما على قول من زعم أنه أتى إلى يوسف بن عمر لموافقة خالد بن عبد الله القسري أو ابنه يزيد بن خالد فإن زيدا أقام بالكوفة ظاهرا ومعه داود بن علي بن عبد الله بن عباس وأقبلت الشيعة تختلف إلى زيد وتأمره بالخروج ويقولون إنا لنرجو أن تكون أنت المنصور وأن هذا الزمان هو الذي تهلك فيه بنو امية فأقام بالكوفة وجعل يوسف بن عمر يسأل عنه فيقال هو ههنا ويبعث إليه ليسير فيقول نعم ويعتل بالوجع فمكث ما شاء الله ثم أرسل إليه يوسف ليسير فاحتج بأنه يبتاع أشياء يريدها ثم أرسل إليه يوسف بالمسير عن الكوفة فاحتج بأنه يحاكم بعض آل طلحة بن عبيد الله بملك بينهما بالمدينة فأرسل إليه ليوكل وكيلا ويرحل عنها فلما رأى جد يوسف في أمره سار حتى أتى القادسية وقيل الثعلبية فتبعه أهل الكوفة وقالوا له نحن أربعون ألفا لم يتخلف عنك أحد نضرب عنك بأسيافنا وليس ههنا من أهل الشام إلا عدة يسيرة بعض قبائلنا يكفيكهم بإذن الله تعالى وحلفوا له بالأيمان المغلظة فجعل يقول إني أخاف أن تخذلوني وتسلموني كفعلكم بأبي وجدي فيحلفون له فقال له داود بن

الصفحة 446