@ 45 @
( لقينا منهم ضربا طلحفا ... وطعنا صائبا حتى انثنينا )
( نصرت على عدوك كل يوم ... بكل كتيبة تنعى حسينا )
( كنصر محمد في يوم بدر ... ويوم الشعب إذ لاقى حنينا )
( فأسجح إذ ملكت فلو ملكنا ... لجرنا في الحكومة واعتدينا )
( تقبل توبة مني فإني ... شأشكر إذ جعلت النقد دينا )
قال فلما انتهى إلى المختار قال أصلح الله الأمير أحلف بالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيت الملائكة تقاتل معك على الخيول البلق بين السماء والأرض فقال له المختار اصعد المنبر فأعلم الناس فصعد فأخبرهم بذلك ثم نزل فخلا به فقال له إني قد علمت انك لم تر شيئا وإنما أردت ما قد عرفت أن لا أقتلك فاذهب عني حيث شئت لا تفسد علي أصحابي فخرج إلى البصرة فنزل عند مصعب وقال شعرا
( ألا أبلغ ابا إسحق أني ... رأيت البلق دهما مصمتات )
( كفرت بوحيكم وجعلت نذرا ... علي قتالكم حتى الممات )
( أري عيني ما لم تبصراه ... كلانا عالم بالترهات )
وقتل يومئذ عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني وادعى قتله سعر بن أبي سعر وأبو الزبير الشبامي وشبام بن همدان ورجل آخر فقال ابن عبد الرحمن لأبي الزبير الشباميأتقتل أبي عبد الرحمن سيد قومك فقرأ { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } وانجلت الوقعة عن سبعمائة وثمانين قتيلا من قومه وكان أكثر القتل ذلك اليوم في أهل اليمن وكانت الوقعة لست ليال بقين من ذي الحجة سنة ست وستين وخرج أشراف الناس فلحقوا بالبصرة وتجرد المختار لقتلة الحسين وقال ما من ديننا أن نترك قتلة الحسين أحياء بئس ناصر آل محمد أنا إذا في الدنيا أنا إذا الكذاب كما سموني وإني أستعين بالله عليهم فسموهم