@ 450 @
يفنى ما جمع فيسلم برمته أو يصيبه داء فيموت فكره ما قال له وأمره فأحضر كتاب الصلح فأجاب إليه وسير أمه معه وكانت صاحبة أمره فقدمت على نصر فأذن لها وجعل يكلمها وكان مما قالت له كل ملك لا يكون عنده ستة أشياء فليس بملك وزير يبث إليه ما في نفسه ويشاوره ويثق بنصيحته وطباخ إذا لم يشته الطعام اتخذ له ما يشتهي وزوجة إذا دخل عليها مغتما فنظر إلى وجهها زال غمه وحصن إذا فرغ أتاه فأنجاه تعني البرذون وسيف إذا قاتل لا يخشى خيانته وذخيرة إذا حملها عاش بها أين كان من الأرض
ثم دخل تميم بن نصر في جماعة فقالت من هذا قالوا هذا فتى خراسان تميم بن نصر قال ماله نبل الكبير ولا حلاوة الصغير ثم دخل الحجاج بن قتيبة فقالت من هذا فقالوا الحجاج بن قتيبة فأحبته وسألت عنه وقالت يا معشر العرب ما لكم وفاء ولا يصلح بعضكم بعضا قتيبة الذي ذلل لكم ما أرى وهذا ابنه تقعده دونك فحقه أن تجلس أنت هذا المجلس وتجلس أنت مجلسه
$ ذكر غزو مروان بن محمد بن مروان $
وفي سنة إحدى وعشرين غزا مروان بن محمد بن مروان بأرمينية وهو واليها فأتى قلعة بيت السرير فقتل وسبى ثم أتى قلعة ثانية فقتل وسبى ودخل غوميك وهو حصن فيه بنت الملك وسريره فهرب الملك منه حتى أتى حصنا يقال له خيزج فيه السرير الذهب فسار إليه مروان ونازله صيفيته وشتويته فصالح الملك على ألف رأس كل سنة ومائة ألف مدى وسار مروان فدخل أرض أزر وبطران فصالحه ملكها ثم سار في أرض تومان فصالحه وسار حتى أتى حمزين فأخرب بلاده وحصر حصنا له شهرا فصالحه ثم أتى مروان أرض مسدارة فافتتحها على صلح ثم نزل مروان كيران فصالحه طبرسران وفيلان وكل هذه الولايات على شاطئ البحر من أرمينية إلى طبرستان
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة غزا مسلمة بن هشام الروم فافتتح بها مطامير