كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 456 @
بذلك قال تتوارى حتى يسكن عنك الطلب ثم تخرج فواراه عنده ليلة ثم خاف فأتى به عبد الملك بن بشر بن مروان فقال له ان قرابة زيد بك قريبة وحقه عليك واجب قال أجل ولقد كان العفو عنه أقرب للتقوى قال فقد قتل وهذا ابنه غلام حدث لا ذنب له فإن علم يوسف به قتله أفتجيره قال نعم فأتاه به فأقام عنده فلما سكن الطلب سار في نفر من الزيدية إلى خراسان فغضب يوسف بن عمر بعد قتل زيد فقال يا أهل العراق إن يحيى بن زيد ينتقل في حجال نسائكم كما كان يفعل أبوه والله لو بدا لي لعرقت خصييه كما عرقت خصي أبيه وتهددهم وذمهم وترك
$ ذكر قتل البطال $
في هذه السنة قتل البطال واسمه عبد الله أبو الحسين الانطاكي في جماعة من المسلمين ببلاد الروم وقيل سنة ثلاث وعشرين ومائة وكان كثير الغزاة إلى الروم والاغارة على بلادهم وله عندهم ذكر عظيم وخوف شديد حكي أنه دخل بلادهم في بعض غزاته هو وأصحابه فدخل قرية لهم ليلا وامرأة تقول لصغير لها يبكي تسكت وإلا سلمتك إلى البطال ثم رفعته بيدها وقالت خذه يا بطال فتناوله من يدها وسيره عبد الملك مع ابنه مسلمة إلى بلاد الروم وأمره على رؤساء أهل الجزيرة والشام وأمر ابنه أن يجعله على مقدمته وطلائعه وأمره فليعس بالليل العسكر وقال إنه ثقة شجاع مقدام فجعله مسلمة على عشرة آلاف فارس فكان بينه وبين الروم وكان العلاقة والسابلة يسيرون آمنين وسار مرة مع عسكر للمسلمين فلما صار بأطراف الروم سار وحده فدخل بلادهم فرأى مبقلة فنزل فأكل من ذلك البقل فجاءت جوفه وكثر إسهاله فخاف أن يضعف عن الركوب فركب وصار تجيء جوفه في سرجه ولا يجسر ينزل لئلا يضعف عن الركوب فاستولى عليه الضعف فاعتنق فرسه وسار عليه ولا يعلم أين هو ففتح عينيه فإذا هو في دير فيه نساء فاجتمعن عليه وأنزلته إحداهن عن فرسه وغسلته وسقته دواء فانقطع عنه ما به من القيام وأقام في الدير ثلاثة أيام ثم أن بطريقا حضر الدير فخطب تلك المرأة وبلغه خبر البطال وكانت المرأة قد جعلته في بيت مختفيا فمنعته منه ثم سار البطريق عن الدير ومعه أصحابه فركب البطال وتبعه فقتله وانهزم أصحاب البطريق وعاد إلى الدير وألقى الرأس إلى النساء وأخذهن وساقهن إلى العسكر فنفله أمير العسكر بتلك المرأة فهي أم أولاد البطال

الصفحة 456