@ 46 @
لي ثم اتبعوهم حتى تقتلوهم فإني لايسوغ لي الطعام والشراب حتى أطهر الأرض منهم فدل على عبد الله بن أسيد الجهني ومالك بن بشير البدي وحمل بن مالك المحاربي فبعث إليهم المختار فأحضرهم من القادسية فلما رآهم قال يا أعداء الله ورسوله أين الحسين بن علي أدوا إلي الحسين قتلتم من أمرتم بالصلاة عليهم فقالوا رحمك الله بعثنا كارهين فامنن علينا واستبقنا فقال لهم هلا مننتم على الحسين ابن بنت نبيكم فاستبقيتموه وسقيتموه
وكان البدي صاحب برنسه فأمر بقطع يديه ورجليه وترك يضطرب حتى مات وقتل والآخرين وأمر بزياد بن مالك الضبعي وبعمران بن خالد القشيري وبعبد الرحمن بن أبي خشارة البجلي وبعبد الله بن قيس الخولاني فأحضروا عنده فلما رآهم قال يا قتلة الصالحين وقتلة سيد شباب أهل الجنة قد أقاد الله منكم اليوم لقد جاءكم الورس في يوم نحس وكانوا نهبوا من الورس الذي كان مع الحسين ثم أمر بهم فقتلوا وأحضروا عنده عبد الله وعبد الرحمن ابني صلحت وعبد الله بن وهب بن عمرو الهمداني وهو ابن عم أعشى همدان فأمر بقتلهم فقتلوا وأحضر عنده عثمان بن خالد بن أسيد الدهماني الجهني وأبو أسماء بشر بن شميط القانصي وكانا قد اشتركا في قتل عبد الرحمن بن عقيل وفي سلبه فضرب أعناقهما وأحرقا بالنار ثم أرسل إلى خولي بن يزيد الأصبحي وهو صاحب رأس الحسين فاختفى في مخرجه فدخل أصحاب المختار يفتشون عليه فخرجت أمرأته واسمها العيوف بنت مالك وكانت تعاديه منذ جاء برأس الحسين فقالت لهم ما تريدون فقالوا لها أين زوجك قالت لا أدري وأشارت بيدها إلى المخرج فدخلوا فوجدوه وعلى رأسه قوصرة فأخرجوه وقتلوه إلى جانب أهله وأحرقوه بالنار
$ ذكر مقتل عمر بن سعد وغيره ممن شهد قتل الحسين $
ثم أن المختار قال يوما لأصحابه لأقتلن غدا رجلا عظيم القدمين غائر العينين مترف الحاجبين يسر قتله المؤمنين والملائكة المقربين وكان عنده الهيثم بن الأسود النخعي