@ 462 @
إبراهيم الامام وكان مع أبي موسى السراج صاحبه يخرز الأعنة ويعمل السروج وله معرفة بصناعة الادم والسروج فكان يحملها إلى اصبهان والجبال والجزيرة والموصل ونصيبين وآمد وغيرها يتجر فيها وكان عاصم بن يونس العجلي وإدريس وعيسى ابنا معقل محبوسين فكان أبو مسلم يخدمهم في الحبس بتلك العلامة فقدم سليمان بن كثير ولاهز وقحطبة الكوفة فدخلوا على عاصم فرأوا أبا مسلم عنده فاعجبهم فأخذوه وكتب أبو موسى السراج معه كتابا إلى إبراهيم الامام فلقوه بمكة فأخذ أبا مسلم فكان يخدمه ثم إن هؤلاء النقباء قدموا على إبراهيم الإمام مرة أخرى يطلبون رجلا يتوجه معهم إلى خراسان فكان هذا نسب أبي مسلم على قول من يزعم أنه حر فلما تمكن وقوي أمره ادعى أنه ولد سليط بن عبد الله بن عباس وكان من حديث سليط بن عبد الله بن عباس أنه كانت له جارية مولدة صفراء تخدمه فواقعها مرة ولم يطلب ولدها ثم تركها دهرا فاغتنمت ذلك فاستنكحت عبدا من عبيد المدينة فوقع عليها فحبلت وولدت غلاما فحدها عبد الله بن عباس واستعبد ولدها وسماه سليطا فنشأ جلدا ظريفا يخدم ابن عباس وكان له من الوليد بن عبد الملك منزلة فادعى أنه ولد عبد الله بن عباس ووضعه على أمر الوليد لما كان في نفسه من علي بن عبد بن عباس وأمره بمخاصمة علي فخاصمه
واحتال في شهود على إقرار عبد الله بن عباس بانه ابنه فشهدوا بذلك عند قاضي دمشق فتحامل القاضي اتباعا لرأي الوليد فأثبت نسبه ثم إن سليطا خاصم علي بن عبد الله في الميراث حتى لقي منه علي اذى شديدا وكان معه علي رجل من ولد ابي رافع مولى رسول الله منقطعا إليه يقال له عمر الدن فقال لعلي يوما لأقتلن هذا الكلب وأريحك منه فنهاه علي عن ذلك وتهدده بالقطيعة ورفق على سليط حتى كف عنه ثم إن سليطا دخل مع علي بستانا له بظاهر دمشق فنام علي فجرى بين عمر الدن وسليط كلام فقتله عمر ودفنه في البستان وأعانه عليه مولى لعلي وهربا
وكان لسليط صاحب قد عرف دخوله البستان ففقده فأتى أم سليط فأخبرها وفقد علي أيضا عمر الدن ومولاه فسأل عنهما وعن سليط فلم يخبره أحد وغدت أم سليط إلى باب الوليد فاستغاثت على علي فأتى الوليد من ذلك ما أحب فأحضر عليا وسأله عن سليط فخلف أنه لم يعرف خبره وأنه لم يأمر فيه بأمر فأمره بإحضار عمر الدن فحلف بالله أنه لم يعرف موضعه فأمر الوليد بإرسال الماء في أرض البستان فلما انتهى إلى