كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 463 @
موضع الحفرة التي فيها سليط انخسفت وأخرج منها سليط فأمر الوليد بعلي فضرب وأقيم في الشمس وألبس جبة صوف ليخبره خبر سليط ويجله على عمر الدن فلم يكن عنده علم ثم شفع فيه عباس بن زياد فأخرج إلى الحميمة وقيل إلى الحجر فأقام به حتى هلك الوليد وولي سليمان فرده إلى دمشق وكان هذا مما عده المنصور على أبي مسلم حين قتله وقال له زعمت انك ابن سليط ولم ترض حتى نسبت إلى عبد الله غير ولده لقد ارتقيت مرتقى صعبا وكان سبب موجدة الوليد على علي بن عبد الله أن أباه عبد الملك بن مروان طلق امرأته أم ابنها ابنة عبد الله بن جعفر فتزوجها علي فتغير له عبد الملك وأطلق لسانه فيه وقال إنما صلاته رياء وسمع الوليد ذلك من أبيه فبقي في نفسه وقيل ان أبا مسلم كان عبدا وكان سبب انتقاله إلى بني العباس أن بكير بن ماهان كان كاتبا لبعض عمال السند فقدم الكوفة فاجتمع هو وشيعة بني العباس فغمز بهم فأخذوا فحبس بكير وخلي عن الباقين وكان في الحبس يونس أبو عاصم وعيسى بن معقل العجلي ومعه أبو مسلم يخدمه فدعاهم بكير إلى رأيه فأجابوه فقال لعيسى بن معقل ما هذا الغلام منك قال مملوك قال أتبيعه قال هو لك قال أحب أن تأخذ ثمنه قال هو لك بما شئت فأعطاه أربعمائة درهم ثم خرجوا من السجن فبعث به بكير إلى إبراهيم الإمام فدفعه إبراهيم إلى أبي موسى السراج فسمع منه وحفظ ثم سار مترددا إلى خراسان وقيل انه كان لبعض أهل هراة أو بوشنج فقدم مولاه على ابراهيم الامام وأبو مسلم معه فأعجبه عقله فابتاعه منه وأعتقه ومكث عنده عدة سنين وكان يتردد بكتب إلى خراسان على حمار له ثم وجهه أميرا على شيعتهم بخراسان وكتب إلى من بها منهم بالسمع والطاعة وكتب إلى أبي سلمة الخلال داعيتهم ووزيرهم بالكوفة يعلمه أنه قد أرسل أبا مسلم ويأمره بانفاذه إلى خراسان فسار إليها فنزل على سليمان بن كثير وكان من أمره ما نذكره سنة سبع وعشرين ومائة ان شاء الله تعالى وقد كان أبو مسلم رأى رؤيا قبل ذلك استدل بها على ملك خراسان فظهر أمرها فلما ورد نيسابور نزل بوناباذ وكانت عامرة فتحدث صاحب الخان الذي نزل أبو مسلم بذلك وقال إن هذا يزعم أنه يلي خراسان فخرج أبو مسلم لبعض حاجته فعمد بعض المجان فقطع ذنب حماره فلما عاد قال لصاحب الخان من فعل هذا بحماري قال لا أدري قال ما اسم هذه المحلة قال بوناباذ قال إن لم أصيرها كنداباذ فلست بأبي مسلم فلما ولي خراسان أخربها

الصفحة 463