كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 466 @
وقيل أتي هشام برجل عنده قيان وخمر وبربط فقال اكسروا الطنبور على رأسه فبكى الشيخ لما ضربه فقال عليك بالصبر فقال أتراني أبكي للضرب إنما أبكي لاحتقاره البربط إذ سماه طنبورا قال وأغلظ رجل لهشام فقال له ليس لك أن تغلظ لإمامك قيل وتفقد هشام بعض ولده فلم يحضر الجمعة فقال ما منعك من الصلاة قال نفقت دابتي قال أفعجزت عن المشي فمنعه الدابة سنة قيل وكتب إليه بعض عماله قد بعثت إلى أمير المؤمنين بسلة دراقن وكتب إلى عامل له قد بعث بكماة قد وصلت الكماة وهي أربعون وقد نعم بعضها من حشوها فإذا بعثت شيئا فأجد حشوها في الطرق بالرمل حتى لا تضطرب ولا يصيب بعضها بعضا وقيل له أتطمع في الخلافة وأنت بخيل جبان قال ولم لا أطمع فيها وأنا حليم عفيف قيل وكان هشام ينزل الرصافة وهي من أعمال قنسرين وكان الخلفاء قبله وأبناء الخلفاء يبتدرون هربا من الطاعون فينزلون البرية فما أراد هشام أن ينزل الرصافة قيل له لا تخرج فإن الخلفاء لا يطعنون ولم ير خليفة طعن قال أتريدون أن تجربوا في فنزلها وهي مدينة رومية قيل إن الجعد بن درهم أظهر مقالته بخلق القرآن أيام هشام بن عبد الملك فأخذه هشام وأرسله إلى خالد القسري وهو أمير العراق وأمره بقتله فحبسه خالد ولم يقتله فبلغ الخبر هشاما فكتب إلى خالد يلومه ويعزم عليه أن يقتله فأخرجه خالد من الحبس في وثاقه فلما صلى العيد يوم الأضحى قال في آخر خطبته انصرفوا وضحوا يقبل الله منكم فإني أريد أن أضحي اليوم بالجعد بن درهم فإنه يقول ما كلم الله موسى ولا اتخذ ابراهيم خليلا تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ثم نزل وذبحه قيل إن غيلان بن يونس وقيل ابن مسلم أبا مروان أظهر القول بالقدر في أيام عمر بن عبد العزيز فأحضره عمر واستتابه فتاب ثم عاد إلى الكلام فيه أيام هشام فأحضره من ناصرة ثم أمر به فقطعت يداه ورجلاه ثم أمر به وصلب قيل وجاء محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب إلى هشام فقال ليس لك عندي صلة ثم قال إياك إن يغرك أحد فيقول لم يعرفك أمير المؤمنين إني قد عرفتك أنت

الصفحة 466